أجد من قرأ بجره أو رفعه، وجملة:{نَقُصُّ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:
{نَحْنُ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {وَإِنْ}: الواو: واو الحال. (إن): حرف مشبه بالفعل، مخفف من الثقيلة، مهمل لا عمل له. {كُنْتَ}: ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {مِنْ قَبْلِهِ}: متعلقان بما بعدهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {لَمِنَ}: اللام: هي الفارقة بين (إن) العاملة والمهملة. {لَمِنَ الْغافِلِينَ}: متعلقان بمحذوف خبر (كان)، وجملة:{وَإِنْ كُنْتَ..}. إلخ في محل نصب حال من كاف الخطاب، والرابط: الواو، والضمير.
الشرح:{إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ}: يعقوب بن إسحاق، بن إبراهيم، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الكريم ابن الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم، يوسف بن يعقوب، بن إسحاق، بن إبراهيم». رواه البخاري، هذا؛ و {يُوسُفُ} يقرأ بتثليث سينه، مثل تثليث نون:(يونس) كما قرئ: «(يؤسف)» بهمزة وتثليث سينه، ففيه ست لغات، ومثله (يونس) أفاده أبو البقاء.
{يا أَبَتِ}: من المعروف أن في الاسم المضاف لياء المتكلم، إذا كان صحيح الآخر، ومنادى ستّ لغات: أحدها: حذف الياء، والاستغناء عنها بالكسرة، مثل: يا عبد، وهذا هو الأكثر، الثاني إثبات الياء ساكنة، نحو: يا عبدي، وهو دون الأول في الكثرة، الثالث: قلب الياء ألفا، وحذفها، والاستغناء عنها بالفتحة، نحو: يا عبد، الرابع: قلبها ألفا، وبقاؤها، وقلب الكسرة فتحة، نحو: يا عبدا، الخامس: إثبات الياء محركة بالفتحة، نحو: يا عبدي، السادس: ضم الاسم بعد حذفها كالمفرد، اكتفاء بنية الإضافة، وإنما يكون ذلك فيما يكثر نداؤه مضافا للياء كالرب، والأبوين، والقوم، قرئ قوله تعالى:{قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ..}. إلخ بضم الباء، وحكي: يا ربّ اغفر لي، وانظر إعراب:{يا قَوْمِ} في الآية رقم [٢٨] من سورة (هود)، هذا؛ ويضاف إلى ذلك إذا كان المنادى المضاف إلى ياء المتكلم أبا، أو أما أربع لغات: إحداها: إبدال الياء تاء مكسورة، وبها قرأ السبعة ما عدا ابن عامر في قوله تعالى: {(يا أَبَتِ...)} إلخ من سورة (يوسف) ومريم، الثانية: إبدالها تاء مفتوحة، وبها قرأ ابن عامر ما تقدم، الثالثة:«يا أبتا» بالتاء والألف، وبها قرئ ما تقدم شاذا وعليه قول رؤبة بن العجاج:[الرجز]
تقول بنتي: قد أنى أناكا... يا أبتا علّك أو عساكا
الرابعة: يا أبتي، وعليه قول الشاعر:[الطويل]
أيا أبتي لا زلت فينا، فإنّما... لنا أمل في العيش ما دمت عائشا