للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقديره: «هو»، فعلى القراءتين الفاعل يعود إلى {الرَّسُولَ} كذا قيل، وهو غير مسلم؛ لأنه يمتنع، أو يبعد جعله الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ لأن مثل هذا الحسبان لا يتصور منه حتى ينهى عنه، وهذا على الخطاب، وأما على قراءته بالياء، فإن الفاعل مضمر يعود على ما دل السياق عليه، أي:

لا يحسبن حاسب، أو أحد، وعوده على الرسول صلّى الله عليه وسلّم ضعيف للمعنى المتقدم، ويجاب: بأنه لا يلزم من النهي عن الشيء وقوعه من المنهي عنه، فيكون على سبيل الفرض، والتقدير.

{الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول، وجملة: {كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلته. {مُعْجِزِينَ:} مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وفاعله مستتر فيه. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان ب‍: {مُعْجِزِينَ}. هذا؛ وقيل: إن فاعل (يحسبن) بالياء هو {الَّذِينَ،} والمفعول الأول محذوف، فيكون تقدير الكلام: ولا يحسبن الذين كفروا أحدا معجزين، أو لا يحسبوهم معجزين، فحذف المفعول الأول؛ لأن الفاعل، والمفعولين لشيء واحد، فاكتفى بذكر واحد عن اثنين. وقدر القرطبي الكلام: لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين الله في الأرض.

قال النحاس: وما علمت أحدا من أهل العربية بصريا، ولا كوفيا، إلا وهو يخطّئ قراءة حمزة، وهي قراءة الياء، فمنهم يقول: هي لحن؛ لأنه لم يأت إلا بمفعول واحد ل‍: (يحسبنّ) وممن قال هذا أبو حاتم. وقال الفراء: هو ضعيف، وأجازه على ضعفه، على أنه يحذف المفعول الأول. انتهى. قرطبي. (مأواهم): مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر.

{النّارُ:} خبره، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها عطف خبر على إنشاء على رأي بعضهم، أو هي معطوفة على مقدر. تقديره: بل هم مقهورون مدركون، أي فهو عطف خبر على خبر.

{وَلَبِئْسَ:} الواو: حرف عطف. اللام: لام الابتداء. (بئس): ماض جامد دال على إنشاء الذم.

{الْمَصِيرُ:} فاعله، والمخصوص بالذم محذوف، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. هذا؛ ويجوز اعتبارها واقعة في جواب قسم محذوف، والجملة الفعلية جوابه.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٨)}

سبب نزول الآية الكريمة: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: وجّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غلاما من الأنصار-يقال له: مدلج بن عمرو-إلى عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-وقت الظهيرة؛ ليدعوه، فدخل-أي: بدون استئذان-فرأى عمر بحالة كره عمر رؤيته فيها، فقال-رضي الله عنه-:

<<  <  ج: ص:  >  >>