يميتك ما يحييك في كلّ ليلة... ويحدوك حاد ما يريد به الهزءا
الإعراب: {فَلا:} الفاء: هي الفصيحة وانظر الآية رقم [٥] (لا): ناهية. {تَعْجَلْ:} مضارع مجزوم ب: (لا)، والفاعل تقديره: «أنت». {عَلَيْهِمْ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم؛ إذ التقدير: وإذا كان ذلك حاصلا؛ فلا تعجل عليهم، والكلام معطوف على ما قبله في الآية السابقة لا محل له مثله. {إِنَّما:} كافة ومكفوفة.
{نَعُدُّ:} مضارع، والفاعل تقديره: «نحن». {لَهُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {عَدًّا:} مفعول مطلق، والجملة الفعلية: {إِنَّما نَعُدُّ..}. إلخ تعليل للنهي، لا محل لها. وقيل: حالية.
{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً (٨٥) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً (٨٦)}
الشرح: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ..}. إلخ: المعنى يقول الله تعالى لنبيه صلّى الله عليه وسلّم: اذكر يوم القيامة الذي يجتمع فيه المتقون، ويسيرون إلى جنة الرحمن جماعات جماعات، وذلك بعد الحساب، وتسليم البطاقات إلى الجنة. ولاختيار هذا الاسم الكريم وتكراره في هذه السورة شأن، ولعله؛ لأن مساق الكلام فيها لتعداد نعمه الجسام، وشرح حال المؤمنين والمتقين، وشرح حال الكافرين المعاندين.
هذا؛ و (الوفد) اسم للوافدين، كما يقال: قوم صوم، وفطر، وزور، فهو جمع: وافد، مثل:
ركب وراكب، وصحب وصاحب، وجمع الوفد: وفاد، ووفود، والاسم: الوفادة وأوفدته أرسلته، والوفد مصدر وفد يفد، وفدا ووفادة وإفادة إلى، أو على الأمير: قدم وورد رسولا، فهو وافد.
{وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً:} السوق: الحث على السير، أو نسوقهم لورود النار، فيساقون عطاشا، حفاة، عراة، مشاة، أفواجا، والورد أيضا: الجماعة التي ترد الماء من طير، وإبل، ونحوهما، والورد: الماء الذي يورد. وانظر الآية رقم [٧١] وقد ورد في كيفية حشر المتقين، وحشر المجرمين أحاديث كثيرة أكتفي منها بما يلي:
فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يحشر النّاس يوم القيامة على ثلاثة طرائق راغبين راهبين: اثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر معهم النّار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا». متفق عليه، وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يحشر النّاس يوم القيامة ثلاثة أصناف: صنفا مشاة، وصنفا ركبانا، وصنفا على وجوههم». قيل:
يا رسول الله كيف يمشون على وجوههم؟! قال: «الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم، أما إنّهم يتّقون بوجوههم كلّ حدب، وشوك». أخرجه الترمذي.
الإعراب: {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بفعل محذوف، تقديره: اذكر، أو هو مفعول به لذلك المحذوف. وقيل: متعلق بالفعل {يَمْلِكُونَ} الآتي. {نَحْشُرُ:} مضارع، وفاعله مستتر، تقديره: