محل نصب مفعول به ثان. {يُوعَدُونَ:} مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو نائب فاعله، وهو المفعول الأول، والمفعول الثاني محذوف، وهو العائد، أو الرابط؛ إذ التقدير: إما تريني الذي، أو: شيئا يوعدونه، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل نصب مفعول به ثان، التقدير: وعيدك لهم، وجملة: {تُرِيَنِّي..}.
إلخ لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. هذا؛ وينبغي أن تعلم:
أن الفعل يرى هنا بصري، وقد تعدى إلى المفعول الثاني بهمزة التعدية؛ لأن ماضيه هنا رباعي وهو أرى، ومضارعه: يري.
{رَبِّ:} هذا النداء مؤكد لسابقه تأكيدا لفظيا، ومعترض بين فعل الشرط، وجوابه.
{فَلا:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (لا): ناهية. {تَجْعَلْنِي:} مضارع مجزوم ب:
(لا) الناهية، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد. {فِي الْقَوْمِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، و {فِي} بمعنى «مع». تأمل. {الظّالِمِينَ:} صفة {الْقَوْمِ} مجرور مثله، وعلامة جره الياء
إلخ. هذا؛ والكلام: {رَبِّ إِمّا تُرِيَنِّي..}. إلخ كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ رَبِّ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{وَإِنّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ (٩٥)}
الشرح: كان كفار قريش ينكرون الوعيد، والتهديد بالعذاب، ويضحكون منه، ويسخرون، فقيل لهم: إن الله قادر على إنجاز ما يتوعدكم، ويتهددكم به، إن تأملتم، وعرفتم الحقيقة. وقد أخره سبحانه، وتعالى؛ لأنه علم أن بعضهم، أو بعض أعقابهم يؤمنون، وقد حصل ذلك حيث أسلم المئات منهم بعد الهجرة، وعلى رأسهم سيف الله، وسيف رسوله خالد بن الوليد الذي خرج من مكة مؤمنا طائعا بعد غزوة الحديبية، أو المعنى: أن الله لا يعذبهم، وأنت يا محمد موجود بينهم، ومقيم بين أظهرهم، وهذا ما صرحت به آية (الأنفال) رقم [٣٣] {وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}.
الإعراب: {وَإِنّا:} الواو: واو الحال. (إنا): حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، وحذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {عَلى:} حرف جر. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب.
{نُرِيَكَ:} مضارع منصوب ب: «أن»، والفاعل مستتر تقديره: «نحن»، والكاف مفعول به أول.
{ما:} موصولة، أو موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ثان. {نَعِدُهُمْ:}
مضارع، والفاعل: نحن، والهاء مفعول به أول، والثاني محذوف، وهو العائد، أو الرابط؛ إذ التقدير: نريك الذي، أو: شيئا نعدهموه، أو نعدهم إياه، و (أن) والمضارع في تأويل مصدر في