مبني على الفتح في محل جر بالإضافة وجملة:{آمَنُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محلّ لها. {وَأَنَّ:} الواو: حرف عطف. (أن): حرف مشبه بالفعل. {الْكافِرِينَ:} اسم:
(أنّ) منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {لا:} نافية للجنس تعمل عمل «إن». {مَوْلَى:} اسم {لا} مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {لا،} والجملة الاسمية في محل رفع خبر: (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر معطوف على ما قبله، فهو في محل جر مثله.
الشرح:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ} يعني: في الدنيا بشهواتها ولذاتها. {وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ} يعني: ليس لهم همة إلا بطونهم، وفروجهم، وهم مع ذلك لاهون ساهون عما يراد بهم في غدهم، ولهذا شبههم بالأنعام؛ لأن الأنعام لا عقل لها، ولا تمييز، وكذلك الكافر لا عقل له، ولا تمييز؛ لأنه لو كان له عقل ما عبد ما يضره، ولا ينفعه. قيل: المؤمن في الدنيا يتزود، والمنافق يتزين، والكافر يتمتع، وإنما وصف الكافر بالتمتع؛ لأنها جنته، وهي سجن المؤمن بالنسبة إلى ما أعده الله له في الاخرة من النعيم العظيم الدائم. {وَالنّارُ مَثْوىً لَهُمْ} أي: مقام، ومنزل. فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «المسلم يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء». رواه مالك، والبخاري، ومسلم، وغيرهم.
هذا؛ والتمتع: التلذذ بالشيء، والانتفاع به، ومثله: الاستمتاع، والاسم: المتعة، فهنيئا لمن تمتع واستمتع بالمباح الحلال، وويل، ثم ويل لمن تمتع، واستمتع بالحرام! هذا؛ والمتعة بكسر الميم وضمها: اسم للتمتيع، والزاد القليل، وما يتمتع به من الصيد، والطعام، ومتعة المرأة ما وصلت به بعد الطلاق من نحو قميص، وإزار، وملحفة، قال تعالى في سورة (البقرة):
{وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ}. هذا؛ والأنعام: ما يؤكل من البهائم من بقر، وغنم، وما عز، وإبل.
الإعراب:{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها. {يُدْخِلُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى:{اللهَ}. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، وانظر الاية رقم [٧٠] من سورة (الزخرف). وجملة:{آمَنُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محلّ لها، وجملة:{وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ} معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها. {جَنّاتٍ:}
مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، وجملة: