الأنثى، ولأن والده يتكثّر به، ويعضده، ويقوم مقامه. وحب المال كذلك، تارة يكون للفخر، والخيلاء، والتكبّر على الضعفاء، والتجبّر على الفقراء، فهذا مذموم. وتارة يكون للنفقة في القربات، وصلة الأرحام، والقرابات، ووجوه البرّ، والطاعات. فهذا ممدوح محمود شرعا.
{وَالْقَناطِيرِ:} جمع قنطار. هذا؛ وقد اختلف المفسرون في مقدار القنطار على أقوال، وحاصلها: أنه المال الجزيل، كما قاله الضحّاك، وغيره. و {الْمُقَنْطَرَةِ:} المجمّع بعضها فوق بعض، وتقول العرب: قنطرت الشيء: إذا أحكمته، ومنه سميت القنطرة؛ لإحكامها، قال طرفة بن العبد في معلّقته رقم [٢٢]: [الطويل]
كقنطرة الرّوميّ أقسم ربّها... لتكتنفن حتّى تشاد بقرمد
{مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ:} هذان أصل التعامل مع الناس، فلذا خصّا بالذّكر، فالذهب يذكّر، ويؤنث، وهو مأخوذ من الذّهاب. والفضّة مأخوذة من انفضّ الشيء: تفرق، ومنه فضضت القوم، فانفضوا؛ أي: فرقتهم، فتفرقوا. وهذا الاشتقاق يشعر بزوالها، وعدم ثبوتها كما هو مشاهد في الوجود. ومن أحسن ما قيل في هذا المعنى قول بعضهم: [البسيط]
النّار آخر دينار نطقت به... والهمّ آخر هذا الدّرهم الجاري
والمرء بينهما إن كان ذا ورع... معذّب القلب بين الهمّ والنّار
{وَالْخَيْلِ:} ({الْخَيْلِ}): اسم جمع لا واحد لها من لفظها، وتجمع على: خيول. والخيل مؤنثة؛ لأنّ أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها؛ إذا كانت لغير الآدميين مثل: خيل، وغنم، وإبل، فالتأنيث لها لازم. وإذا قالوا: خيلان، وغنمان، وإبلان؛ فإنّما يريدون قطيعين من الخيل، والغنم، والإبل. وقال ابن كيسان: حدّثت عن أبي عبيدة: أنه قال: واحد الخيل:
خائل، مثل: طاير، وطير، وسمّي الفرس بذلك لأنه يختال في مشيه. وفي الخبر من حديث عليّ رضي الله عنه؛ قال: «إن الله خلق الفرس من الرّيح، ولذلك جعلها تطير بلا جناح».
وسمّيت خيلا؛ لأنّها موسومة بالعز، فمن ركبها اعتز بنحلة الله له، ويختال بها على أعداء الله تعالى. وسمي الواحد فرسا؛ لأنه يفترس مسافات الأرض افتراس الأسد وثبانا، وسمي عربيّا؛ لأنه جيء به من بعد آدم لإسماعيل جزاء عن رفع قواعد البيت، وإسماعيل عربيّ فصارت نحلة من الله، فسمي عربيّا. والأحاديث في مدح الخيل، ومدح من يقتنيها، وينفق عليها كثيرة.
{الْمُسَوَّمَةِ} يعني: الراعية في المروج، والمسارح. قال سعيد بن جبير-رضي الله عنه- يقال: سامت الدّبة، والشاة: إذا سرحت، تسوم سوما، فهي سائمة. وقيل: ({الْمُسَوَّمَةِ}) من السّمة، وهي العلامة. واختلفوا في تلك العلامة. فقيل الغرّة، والتحجيل. وقيل: هي الخيل البلق. وقيل: هي المعلمة بالكيّ. وقيل: {الْمُسَوَّمَةِ:} المضمّرة الحسان. قال النابغة: [الوافر]