يقول زهير: أظن أن الحديث انتهى عند قول الرجل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (بلى) فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فإن ذاك" وجملة (قال: ذلك كذلك) مدرجة في الحديث، تفسيرًا لمعنى (فإن ذاك) من أحد الرواة، وليست من كلامه -صلى الله عليه وسلم-: وهو الذي جاء في آخر الحديث (٤٤٠٥): "إنك إن عفوت عنه يبوء بإثمه وإثم صاحبك" أي إثمه لقتله أخاك. وإثم أخيك الذي سَابه وشَتمه، ولعله قاتله وأراد قتله. كما يفهم من الحديث (٤٤٠٨) من قواله -صلى الله عليه وسلم-: "القاتل والمقتول في النار" بأن المراد به المقتول الأول، والذي أخذ ليقتل. وإذا كان المراد هو الذي سيأخذ بالقود والقصاص، يكون ترغيبًا له ليعفو عنه، وما لحقه من الإثم بمخالفته، ما طلبه النبي -صلى الله عليه وسلم-: منه أكثر من مرة. ترغيبًا بالعفو، وأخذ الدية. -والله أعلم-.