فدخل المسجد، فلم يُكلم الناس، حتى دخل على عائشة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجى بِبُردٍ حبرة، فَكَشَفَ عن وجهه، ثم أكب عليه فقبَّله، فبكى ثم قال: بأبي أنت، والله لا يجمع الله عليك موتتين أبدًا، أما المَوتة التي كتبَ الله عليك فقد مُتَّها.
(صحيح) - أحكام الجنائز (٢٠ - ٢١): ج.
[(١٢) تسجية الميت]
١٧٣٨ - عن جابر [قال]: جِيءَ بأبي يوم أحد، وقد مُثِّلَ به، فوضع بين يَدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد سُجِّي بثوب، فجعلتُ أُريدُ أن أكشفَ عنه، فنهاني قومي، فأمرَ به النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فرفع، فلما رفع، سمع صوت باكية، فقال:
"مَنْ هذِهِ؟ " فقالوا: هذه بنت عمرو، أو أخت عمرو، قال:
"فَلا تَبْكي" أو "فَلِمَ تَبْكي" ما زالت الملائكة تُظله بأجنِحَها حتى رُفع.
(صحيح) - الأحكام [أحكام الجنائر] ص ٢٠ ق [صحيح الجامع ٧٢٠٨].
[(١٣) في البكاء على الميت]
١٧٣٩ - عن ابن عباس، قال: لما حُضِرَت بنتٌ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - صغيرة، فأخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فضمها إلى صدره، ثم وضع يده عليها فقضت، وهي بين يدي رسول - صلى الله عليه وسلم - الله - صلى الله عليه وسلم -، فبكت أم أيمن، فقال لها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
"يَا أمَّ أيْمَنَ أَتَبْكِينَ وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَكِ؟ " فقالت: ما لي لا أبكي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبكي؟ فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
"إنِّي لَسْتُ أَبْكي، وَلكِنَّها رَحْمَةٌ" ثم قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
"المُؤمِنُ بخَيْرٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ، تُنْزعُ نَفْسُهُ مِنْ بَيْن جَنْبَيْه وَهُوَ يَحْمَدُ الله عَزَّ وَجَلَ".
(صحيح) - الصحيحة ١٦٣٢.
١٧٤٠ - عن أنس: أن فاطمة بكت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين مات، فقالت:
يا أبتَاه مِن رَبِّه ما أدنَاه … يا أبتاه إلى جبريل نَنْعَاه
يا أبتاه جَنَّةُ الفِردوس مأوَاه
(صحيح) - ابن ماجه ١٦٣٠: خ.
١٧٤١ - عن جابر: أن أباه قُتلَ يوم أُحُد، قال: فجعلت أكشف عن وجهه