للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمعت ذَرًّا يُحدِّثُ عن أبي أبزى، عن أبيه -قال: وقد سمعه الحكم من ابن عبد الرحمن- قال: اجنب رجلٌ فأتى عمر رضي الله عنه، فقال: إنِّي أجنبتُ، فلم أجد ماء؟ قال: لا تُصَلِّ.

قال له عمار: أما تذكر أنَّا كنا في سرية فأجنبنا، فأمّا أنت فلم تصل، وأما أنا فإِني تمعكت فصليت؟

ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرتُ ذلك له، فقال:

"إنما كان يكفيك".

وضرب شُعبة بكفيه ضَربة، ونَفَخ فيهما، ثم دلك أحدهما بالأخرى، ثم مسح بهما وجهه.

فقال عمر: شيئًا لا أدري ما هو؟

فقال [عمار]: إن شئت لا حَدَّثتُه؟

- وذكر سلمة شيئًا، في هذا الإسناد عن أبي مالك، وزاد سلمة، قال [عمر]: بل نُوَلِّيك من ذلك ما تَولَّيتَ (١).

(صحيح) -ق- مضى ١٦٥ - ١٦٦ [٣٠١].

[(٢٠٠) نوع آخر]

٣٠٨ - عن عبد الرحمن بن أبزى، أن رجلًا، جاء إلى عمر رضي الله عنه، فقال: إني أجنبت، فلم أجد الماء، فقال عمر: لا تصل، فقال عمار: أما تذكر يا أمير المؤمنين، إذ أنا وأنت في سرية، فأجنبنا، فلم نجد ماء. فأما أنت، فلم تصل، وأما أنا فتمعكت في التراب، ثم صليت، فلما أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ذكرت ذلك له، فقال:

"إِنَّمَا يَكْفيكَ" وضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- بيديه إلى الآرض، ثم نفخ فيهما، فمسح بهما وجهه، وكفيه، شك سلمة وقال: لا أدري فيه، إلى المرفقين أو إلى الكفين، قال عمر: نوليك من ذلك ما توليت.

[قال أبو عبد الرحمن]: قال شعبة: كان يقول: الكفين، والوجه، والذراعين. فقال له منصور: ما تقول، فإِنه لا يذكر الذراعين أحد غيرك، فشك سلمة فقال: لا


(١) أي أنك مسؤول عن تبليغ هذه الرواية التي تذكرها. وأما عمر فانه لا يذكرها. وليس هذا تكذيبًا لعمار، بل احتياط من عمر في دقة رواية الحديث، ولو أن عمارًا أخبره من غير الاستشهاد به، لقبل روايته، كما كان شأن الصحابة رضي الله عنهم، بعضهم مع بعض.