للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس اليتيم من انتهى أبواه من... همّ الحياة وخلّفاه ذليلا

إن اليتيم هو الذي تلقى له... أمّا تخلّت أو أبا مشغولا

{وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ:} انظر شرح هذه الآية في سورة (الحاقة) رقم [٣٤] فإنه جيد؛ والحمد لله! هذا؛ والمسكين أحسن حالا من الفقير، كما بينته في سورة (التوبة) رقم [٦٠] وغيرها. والذي أريد أن أناقشه هنا قوله تعالى في كفارة اليمين: {فَكَفّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} الآية من سورة (المائدة) رقم [٨٩].

فبعض العلماء يفتي بأن كفارة اليمين من الإطعام خمسة كيلوات من القمح، لكل مسكين أقل من نصف كيلو، وهو ما يطلق عليه اسم المد، وقد ذكر الله في الآية الكريمة أن الإطعام يكون من أوسط ما يطعم المكفر أهله، فأنا أناشد هؤلاء بالله: أيكون نصف كيلو من القمح في هذه الأيام من أوسط إطعام المكفر أهله؟ وهل يعادل مد القمح في هذه الأيام شيئا من الكسوة؛ التي ذكرها الله؟ وأين هو من تحرير الرقيق؟ بل؛ وهل يعادل صيام يوم من الأيام؛ بله الثلاثة؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! وهل يعتبر هؤلاء المساكين طيرا من الطيور حمامة، أو نحوها يلتقط الحبات؛ التي تعطى له؟! الحق أقول: إنه يجب على المكفر أن يعطي للمسكين نقودا تكفي لغدائه، أو عشائه، أو يصنع في بيته طعاما من الوسط، ويدعو إليه عشرة من المساكين فإن ذمته تبرأ إن شاء الله، وبغير ذلك لا تبرأ ذمته. والإثم على العالم الذي يفتي بغير ذلك. والله المستعان، وبه التوفيق.

الإعراب: {أَرَأَيْتَ:} (الهمزة): حرف استفهام تعجبي. (رأيت): فعل، وفاعل. {الَّذِي:}

اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول، والمفعول الثاني محذوف يقدر بجملة استفهامية، فقدره الحوفي: أليس مستحقا للعذاب؟ وقدره الزمخشري: من هو، وما هي أوصافه؟ وقدره القرطبي بقوله: أمصيب هو، أم مخطئ؟ وقيل: إن الفعل بمعنى: عرف، فيكتفي بمفعول واحد، وهو الموصول. {يُكَذِّبُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى {الَّذِي،} وهو العائد، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {بِالدِّينِ:} متعلقان بما قبلهما، وهما في محل المفعول به. {فَذلِكَ:} الفاء: هي الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر، انظر الشرح. (ذلك): اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. وقال الجلال: خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو ذلك، ولا حاجة لذلك. واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية لا محل لها؛ لأنها جواب للشرط المقدر في الشرح على رأي الدسوقي. ويقول غيره: في محل جزم جوابه. وجملة: {يَدُعُّ الْيَتِيمَ} صلة الموصول لا محل لها، والعائد عود الفاعل إليه.

{وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): نافية. {يَحُضُّ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>