للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدعامص: جمع الدعموص، وهي دويبة صغيرة تكون في مستنقع الماء. وقال الراجز: [الرجز]

يا حبّذا القمراء والليل السّاج... وطرق مثل ملاء النّسّاج

هذا؛ وفي قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذا سَجى} مجاز عقلي؛ حيث أسند السكون إلى الليل.

وتعريف المجاز العقلي هو: إسناد الفعل، أو ما في معناه إلى غير ما هو له لعلاقة مع قرينة مانعة إرادة الإسناد الحقيقي. {ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى} أي: ما تركك منذ اختارك، ولا أبغضك منذ أحبك. الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وهو ردّ لما قالته العوراء أم قبيح. هذا؛ وحذف مفعول (قلى) لمناسبة رؤوس الآي. وقرأ السبعة بتشديد دال {وَدَّعَكَ} وقرأ عروة بن الزبير، وابنه هشام، وابن أبي عبلة بتخفيفها.

هذا؛ وقال قطة العدوي شارح شواهد ابن عقيل: قال بعض المتقدمين: زعم بعض النحاة:

أن العرب أماتت ماضي (ودع) ومصدره، واسم فاعله، واسم مفعوله، مع أنه قد قرأ عروة بن الزبير، وابنه هشام قوله تعالى: (ما ودعك ربك وما قلى) بتخفيف الدال بمعنى: ما تركك، وكذا قرأ مقاتل، وابن أبي عبلة. وقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «شرّ الناس من ودعه النّاس اتّقاء شرّه».

وقال صلّى الله عليه وسلّم: «دعوا الحبشة ما ودعوكم». ورواه الجمل «ذروا الحبشة ما وذرتكم». وقال أبو العتاهية الصوفي: [المنسرح]

أثروا فلم يدخلوا قبورهم... شيئا من الثروة التي جمعوا

وكان ما قدّموا لأنفسهم... أعظم نفعا من الذي ودعوا

وقال آخر: [الطويل]

وثم ودعنا آل عمرو وعامر... فرائس أطراء المثقّفة السّمر

وقال أنس بن رؤيم، -وعزاه أبو البقاء لأبي الأسود الدؤلي-: [الرمل]

ليت شعري عن خليلي ما الّذي... غاله في الحبّ حتى ودعه؟!

فها هو الماضي قد ورد عن أفصح العرب قراءة، وحديثا. وكذا في شعر العرب. وورد المصدر أيضا في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لينتهينّ قوم عن ودعهم الجمعات-وفي رواية: الجماعات- أو ليختمنّ الله على قلوبهم، ثمّ ليكوننّ من الغافلين». أخرجه مسلم، وغيره، وورد اسم المفعول، واسم الفاعل من: ودع في قول خفاف بن ندبة-رضي الله عنه-: [الطويل]

إذا ما استحمّت أرضه من سمائه... جرى وهو مودوع، وواعد مصدق

فكيف يقال: إن العرب أماتته؟! فالصواب القول بقلة الاستعمال، لا بالإماتة. انتهى.

بتصرف كبير. هذا؛ وما قيل في (ودع) ومضارعه: يدع، وأمره: دع، يقال في: وذر، ومضارعه

<<  <  ج: ص:  >  >>