للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد خشيت بأنّ من تبع الهدى... سكن الجنان مع النبيّ محمّد

قالوا: معناه علمت، وقوله تعالى في سورة (الكهف) رقم [٨٠]: {فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً} قال الأخفش: معناه: كرهنا. والله أعلم بمراده.

{لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ:} وإذا تفكروا؛ اتعظوا، وإذا اتعظوا؛ آمنوا، وعبدوا الله. والتفكر في صنع الله أعظم عبادة يقوم بها العبد، وقد ورد: لتفكّر ساعة في صنع الله أفضل من عبادة ستّين سنة. وورد: «تفكّروا في آلاء الله، ولا تفكّروا في الله، فإنه لا تحيط به الفكرة». وروي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنه قال: «لا عبادة كالتفكّر»؛ لأنه المخصوص بالقلب، والمقصود من الخلق.

وعنه صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «بينما رجل مستلق على فراشه؛ إذ رفع رأسه، فنظر إلى السماء، والنجوم، فقال: أشهد أنّ لك ربّا، وخالقا، اللهمّ اغفر لي! فنظر الله إليه، فغفر له». هذا؛ والفكر:

تصرف القلب في طلب الأشياء. وقال صاحب المفردات: الفكر: قوة مطرقة للعلم إلى المعلوم. والتفكر: جريان تلك القوة بحسب نظر العقل. وذلك للإنسان دون الحيوان، ولا يقال إلا فيما يمكن أن يكون له صورة في القلب. انتهى. هذا؛ والفكر يؤدي إلى الوقوف على المعاني المطلوبة من التآنس، والتجانس بين الأشياء كالزّوجين. وانظر الترجي في الاية رقم [٤٩] من سورة (الذاريات).

الإعراب: {لَوْ:} حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {أَنْزَلْنا:} فعل، وفاعل. {هذَا:}

(الهاء): حرف تنبيه لا محل له. (ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {الْقُرْآنَ:} بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه، أو هو نعت له. {عَلى جَبَلٍ:}

متعلقان ب‍: {أَنْزَلْنا،} والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {لَرَأَيْتَهُ:} (اللام): واقعة في جواب {لَوْ}. (رأيته): فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية جواب {لَوْ} لا محل لها. {خُشَّعاً:} حال من الضمير المنصوب، أو هو مفعول به ثان على اعتبار الفعل قلبيا. {مُتَصَدِّعاً:} حال ثانية، أو هو من تعدد المفعول الثاني. {مِنْ خَشْيَةِ:} متعلقان ب‍: {خُشَّعاً} أو ب‍: {مُتَصَدِّعاً} على التنازع، و {خَشْيَةِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، و {لَوْ} ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له.

{وَتِلْكَ:} (الواو): حرف استئناف. (تلك): اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {الْأَمْثالُ:} بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه، أو نعت له. {نَضْرِبُها:} مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «نحن»، (وها):

مفعول به. {لِلنّاسِ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. هذا؛ وإن اعتبرت {الْأَمْثالُ} خبرا للمبتدأ فالجملة الفعلية في محل نصب حال من {الْأَمْثالُ}

<<  <  ج: ص:  >  >>