للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببالي؛ أي: بقلبي، والبال: رخاء النفس. يقال: فلان رخيّ البال. والبال: الحال، يقال: ما بالك؟ أي: ما حالك؟ والبال: الشأن، يقال: ما باله لا يفعل كذا؟ انتهى. وقد كان النبي صلّى الله عليه وسلّم كثيرا ما كان يعرض بمن ينكر عليهم بعض أعمالهم، فيقول: «ما بال أقوام يفعلون كذا، وكذا؟» وقال القرطبي: والبال: الحوت العظيم من حيتان البحر. وفي القاموس: لا زعنفة له على ظهره، وقد يبلغ طوله [٥٠ - ٦٠] قدما، والكلمة غير عربية، والبالة: القارورة وعاء الطيب.

والبالة: حزمة المنسوجات.

هذا؛ وقد قال البغدادي-رحمه الله تعالى-: وقد التزم بعده ذكر حال يفسره غالبا، وقد يأتي بدونها، كقوله تعالى في سورة (طه) رقم [٥١]: {قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى} وقد تتبعت استعمال هذه الحال في كلام العرب، ولم أر من سبقني إليه، فرأيتهم يستعملونها على وجوه شتى، منها: أنها ماضوية مقرونة ب‍: «قد»، وماضوية بدون «قد»، ومضارعية مثبتة، ومضارعية منفية، وتكون مفردة، وتكون اسمية غير مقترنة بواو، ومقترنة بالواو. وأورد لكل وجه مثالا شعريا، وانظر الشاهدين [٥٣٧] و [٦٧٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب».

هذا؛ و {مُحَمَّدٍ} اسم عربي، وهو مفعل من الحمد، والتكرير فيه للتكثير، كما تقول: كرّمته، فهو مكرم، وعظّمته فهو معظم؛ إذا فعلت ذلك مرة بعد مرة، وهو منقول من الصفة على سبيل التفاؤل: أنه سيكثر حمد الناس له، وكان كذلك صلّى الله عليه وسلّم. روي: أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم لما ولد أمر عبد المطلب بجزور، فنحرت، ودعا رجال قريش، وكانت سنتهم في المولود إذا ولد في استقبال الليل، كفؤوا عليه قدرا حتى يصبح، ففعلوا ذلك بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، فأصبحوا وقد انشقت عنه القدر، وهو شاخص إلى السماء، فلما حضرت رجال قريش، وطعموا؛ قالوا لعبد المطلب: ما سميت ابنك هذا؟ قال:

سميته محمدا، قالوا: ما هذا من أسماء آبائك، قال: أردت أن يحمد في السموات، والأرض.

وقد حقق الله رجاءه. قال الأعشى في قصيدته التي نظمها في مدح النبي صلّى الله عليه وسلّم: [الطويل] إليك أبيت اللعن كان كلالها... إلى الواحد الفرد الجواد المحمّد

وقد سمى جماعات من العرب أولادهم محمدا بلغوا سبعة، منهم محمد بن حمران الجعفي الشاعر، وكان في عصر امرئ القيس، وسماه: شويعرا، ومحمد بن خولي الهمداني، ومحمد بن بلال بن أحيحة. وكان زوج سلمى بنت عمرو جدة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أم جده، ومحمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، وأبو محمد بن أوس بن زيد شهد بدرا، وقال في «السيرة الحلبية»: وقد عدّ بعضهم من سمّي بمحمد ستة عشر، ونظمهم في قوله: [الكامل] إن الذين سموا بإسم محمّد... من قبل خير الخلق ضعف ثمان

ابن البراء مجاشع بن ربيعة... ثمّ ابن مسلم يحمدي حرماني

<<  <  ج: ص:  >  >>