{يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} رقم [٢٨] من سورة (البقرة) فقالوا: {إِنْ هِيَ إِلاّ مَوْتَتُنَا الْأُولى} يريدون ما الموتة التي من شأنها أن يتعقبها حياة إلاّ الموتة الأولى، وهي كونهم نطفا ميتة في الأصلاب، أو الأرحام، فلا فرق إذا بين هذه الآية، وبين آية الأنعام في المعنى. انتهى. الكشاف بتصرف.
{وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ} أي: مبعوثين بعد موتتنا هذه. {فَأْتُوا بِآبائِنا} أي: الذين ماتوا قبل؛ أي: ردوهم إلى الحياة الدنيا بعد موتهم، ليكون ذلك شاهدا على صدقكم، والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم والمؤمنين على وجه التعجيز. قال القرطبي: قائل هذا أبو جهل، قال: يا محمد! إن كنت صادقا في قولك فابعث لنا رجلين من آبائنا، أحدهما قصي بن كلاب، فإنه كان رجلا صادقا، لنسأله عما يكون بعد الموت.
الإعراب:{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {هؤُلاءِ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب اسم «إن». والهاء حرف تنبيه لا محل له. {لَيَقُولُونَ:} اللام: هي المزحلقة. (يقولون):
فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنّه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن»، والجملة الاسمية مبتدأة، أو مستأنفة، لا محلّ لها على الاعتبارين. {إِنْ:} حرف نفي بمعنى: «ما». {هِيَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {إِلاّ:} حرف حصر. {مَوْتَتُنَا:} خبر المبتدأ، و (نا): في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. {الْأُولى:} صفة: {مَوْتَتُنَا} مرفوع مثله، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. {وَما:} الواو: واو الحال، أو هي حرف عطف. (ما):
نافية حجازية تعمل عمل:«ليس». {نَحْنُ:} ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع اسم (ما). {بِمُنْشَرِينَ:} الباء: حرف جر صلة. (منشرين): خبر (ما)، مجرور لفظا، منصوب محلا، والجملة الاسمية في محل نصب حال من (نا)، والرابط: الواو، والضمير، وإن اعتبرتها معطوفة على (ما) قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها.
{فَأْتُوا:} الفاء: هي الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر، التقدير: إذا كنتم صادقين فيما تقولون؛ فأتوا... إلخ. (ائتوا): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنّها جواب شرط غير جازم، والكلام في محل نصب مقول القول. {بِآبائِنا:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (نا): في محل جر بالإضافة. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمها. {صادِقِينَ:} خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنّها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف، لدلالة ما قبله عليه، التقدير: إن كنتم صادقين فائتوا، والكلام كله في محل نصب مقول القول.