الأشدق قال:"إن لكل شيء شرفًا، وأشرف المجالس ما استقبل به القبلة". قال: يعنى برد بن سنان كما في "الحلية"(٦/ ٨٧)"ما رأيت سليمان يجلس إلا مستقبل القبلة". (فى الأصل: سفيان، والتصويب من "الحلية").
وروى ابن أبي شيبة أيضًا (٨/ ٤٨٧) عن وكيع عن ثور بن يزيد عنه قال: "لكل شيء سيد، وسيد المجالس مستقبل القبلة". وإسناداهما صحيحان.
٢ - وروى أيضًا عن وكيع عن محمد بن عبد الله الشعيثى عن مكحول قال:"أفضل المجالس مستقبل القبلة". وإسناده صحيح.
٣ - وروى السمعاني والخطيب في "جامعه" من طريق هشام بن عمار: نا صدقة: نا ابن جابر قال: أقبل مغيث بن سمى إلى مكحول فأوسع إلى جنبه، فأبى وجلس مقابل القبلة، وقال:"هذا أشرف المجالس".
قلت: نعم، ولكن ما فعله مغيث رحمه الله - مخالف لهدى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله:"إذا دخل أحدكم إلى القوم فأوسع له فليجلس، فإنما هي كرامة من الله أكرمه بها أخوه المسلم، فإن لم يوسع له فلينظر أوسعها مكانًا فليجلس فيه".
رواه الحارث بن أبى أسامة في "مسنده" عن أبي شيبة الخدرى رضي الله عنه، وقال الذهبي:"حديث جيد" كما في "الفيض"(١/ ٣٣٨) وانظر ألفاظه وشواهده في "الصحيحة"(١٣٢١). والله أعلم.
الحديث السادس عشر:
" إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة".