وقال تعالى:{ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا بربهم وما يتضرعون حتَّى إذا فتحنا عليهم بابًا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون}.
[المؤمنون ٧٦: ٧٧].
والذي لا ريب فيه أن الرب جل وعلا يحب من سائر العباد أيضًا أن يظهروا له التضرع والاستكانة والذل له والإِخبات إليه تعالى، فالتضرع داخل في جملة أسباب الابتلاء المعروفة من امتحان الله للعباد حتَّى يعلم- تعالى- صدق إيمانهم وصلابة عقيدتهم، ولتكفير ذنوبهم وخطاياهم، ورفع لدرجاتهم ومنزلتهم عنده، ولاستعتابهم فيما بقى من أعمارهم. والله أعلى وأعلم.
الحديث الثانى:
" إذا أراد الله بعبد خيرًا فقهه في الدين وألهمه رشده".
رفعه منكر. رواه البزار (١٣٧ - كشف الأستار) - واللفظ له (٧) - وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"(ص ١٦١) وعنه الطبرانى). (١٠/ ٢٤٢) - بدون آخره - وابن عدى في "الكامل"(١/ ١٧٩) وأبو نعيم (٤/ ١٠٧) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبى وائل عن ابن مسعود مرفوعًا به.
وقال البزار:"لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه".
وقال أبو نعيم:"غريب من حديث الأعمش" تفرد به أبو بكر بن عياش،
(٧) آثرنا لفظ البزار حتَّى لا يتبادر إلى أذهان القراء الكرام أن قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "من يرد الله به خيرًا، يفقهه في الدين" حديث ضعيف, لا يصح فلم نورده بلفظ الآخرين.