لعمرك ما سعد بخُلَّه آثم ... ولا نأنأ عند الحفاظ ولا حصر
قال أبو عبيد: ومن ذلك قول على رضى الله عنه لسليمان بن صرد - وكان تخلف عن يوم الجمل ثم أتاه بعد-، فقال له على: تنأنأت وتربصت وتراخيت، فكيف رأيت الله صنع. قوله: تنأنأت - يريد: ضعفت واسترخيت. قال الأموى عبد الله بن سعيد: يقال: نأنأت الرجل- إذا نهنهته عما يريد وكففته عنه، كأنه يعنى أنى حملته على أن ضعف عما أراد وتراخى. وقال غير هؤلاء من أهل العلم: إنما سمى أول الإِسلام النأنأة لأنه كان والناس ساكنون هادئون لم تهج بهم الفتن ولم تشتت كلمتهم، وهذا قد يرجع إلى المعنى الأول، يقول: لم يقو التشتت والاختلاف والفتن، فهو ضعيف لذلك" اهـ.
قلت: وأثر على المذكور، ذكر مُحشى "الغريب" إسناده، فقال: "قال: حدثنيه ابن مهدى عن أبي عوانة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر [عن أبيه] عن عبيد بن نضلة عن سليمان بن صرد. الحديث في الفائق ٣/ ٦٠" اهـ قلت: وهذا إسناد صحيح جليل. والله أعلم.
الحديث السادس والسبعون:
" غزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر، ومن أجاز البحر فكأنما أجاز الأودية كلها، والمائد فيه كالمتشحط في دمه".
ضعيف، رُوى من حديث عبد الله بن عمرو، وأبى الدرداء، وأبى أمامة، وعائشة، ومن مرسل علقمة بن شهاب القشيرى.
أولًا: حديث ابن عمرو:
رواه الحاكم (٢/ ١٤٣) -واللفظ له- وابن شاهين في "الترغيب" (٤٣٦) والبيهقى في "السنن" (٤/ ٣٣٤ - ٣٤٥) و "الشعب" (٨/ ١٥١ - ١٥٢) وابن بشران في "الأمالى" (٢٧/ ١١٧/ ١) -كما في "الضعيفة" (١٢٣٠) -