هذا الموطن. ولذلك لم يرده الحافظ رحمه الله لكونه موقوفًا، بل لكونه عنده ضعيفًا فتأمل. على أننا أيضًا لا نقول بتعضيده للرواية الضعيفة، بل نجعل هذا الأثر أصلًا لها، رفعه هؤلاء الضعفاء المتقدم ذكرهم. وقد روى الطبرى نحوه عن مجاهد وقتادة وغيرهما كما أومأنا في أول الكلام عن الأثر. والله أعلم.
الحديث الخامس عشر:
" إن لكل شيء شرفًا، وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة". ضعيف. رُوِى من حديث ابن عباس وابن عمر وأبى هريرة.
١ - حديث ابن عباس:
رواه الطبرانى في "الكبير"(١٠/ ٣٨٩) والقضاعى (١٠٢٠، ١٠٢١) والخطيب في "جامعه"(٢/ ٦١) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإِملاء والاستملاء"(ص ٤٤) من طريق هشام بن زياد أبى المقدام عن محمد بن كعب القرظي عنه، وزاد الطبراني:"ومن نظر في كتاب أخيه من غير أمره، فكأنما ينظر في النار". وزاد القضاعى في الرواية الثانية:"وإنما تجالسون بالأمانة".
وقال الهيثمي في "المجمع"(٨/ ٥٩): "وفيه هشام بن زياد أبو المقدام، وهو متروك".
ورواه الحاكم (٤/ ٢٦٩، ٢٧٠) من طريق مصادف بن زياد المديني، ثم من طريق أبي المقدام كلاهما عن محمد بن كعب به مطولًا.
وقال:"هذا حديث قد اتفق هشام بن رياد النصرى ومصادف بن زياد المدينى على روايته عن محمد بن كعب القرظى، والله أعلم. ولم أستجز إخلاء هذا الموضع منه، فقد جمع آدابا كثيرة".
فتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: هشام متروك، ومحمد بن معاوية كذبه