أصابهما يوم اليرموك من صحف أهل الكتاب - وكان يحدث منهما. ثم إن هذا الكلام لا يشبه كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما عليه حلاوته وإشراقه، يدرك ذلك من رزقه الله -عز وجل- حاسة حديثية صادقة، على حد قول بعض الصوفية "من ذاق عرف".
نعم، النهى عن قتل الضفدع -بدون التعليل المتقدم- ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما رواه أبو داود (٢/ ٣٣٤) والنسائى (٧/ ٢١٠) -واللفظ له- والحاكم (٤/ ٤١٠، ٤١١) والبيهقى وغيرهم من طرق عن أبن أبي ذئب عن سعيد بن خالد عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن عثمان التيمى: "أن طبيبًا ذكر ضفدعًا في دواء عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قتله". وإسناده صحيح، وهو أقوى ما ورد في الضفدع كما قال الإِمام البيهقي رحمه الله عند روايته.
وعبد الرحمن بن عثمان التيمى له صحبة، وكان يسمى "شارب الذهب". والله أعلى وأعلم.
[استدراك]
وقال عبد الله بن الإِمام أحمد -في "علل أبيه"(١/ ٣٠٢) - "قال أبي: حديث شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي الحكم عن عبد الله بن عمرو: لا تقتلوا الضفادع. قال أبي: أبو الحكم عبد الرحمن بن أبي نعم". قلت: ورواية هشام الدستوائى بإسقاط أبي الحكم- أولى بالصواب، فإن هشامًا أثبت في قتادة من شعبة وعلى مسلك الجمع فيكون من المزيد في متصل الأسانيد، والله أعلى وأعلم.