كيف لو أدركت زماننا هذا ... وهكذا تسلسل الأثر. لا شك أن لبيدًا وعائشة وعروة، فمن بعدهم لا يعنون جميع الناس الذين كانوا بين ظهرانيهم، بل يعنون الكثير منهم، والغالب على أحوالهم، وقد كانت عائشة وسط صحابة أجلاء مشهود لهم بالجنة متنزهين عن السوء والشبهات. فما قال أحد أنها تطعن في سائر الناس، وترميهم جميعًا بسوء العشرة. هذا، والله تبارك وتعالى أعلم، وهو حسبى ونعم الوكيل.
الحديث الثالث والخمسون:
" إذا تخوف أحدكم السلطان فليقل: اللهم ربَّ السماوات السبع وربَّ العرش العظيم، كن لى جارًا من شر فلان- تسمى الذى تريد-، وشر الجن والإِنس وأتباعهم أن يفرطَ عَلَيَّ أحد منهم، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك".
ضعيف. روى من حديث ابن مسعود- من وجهين عنه- كلاهما ضعيف.
الوجه الأول: رواه الطبراني في "الكبير"(١٠/ ١٠٨) و"الدعاء"(١٠٥٦) عن طريق جنادة بن سلم، عن عبيد الله بن عمر، عن عتبة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبيه عن جده عنه به.
وإسناده ضعيف، جنادة بن سلم هو ابن خالد بن جابر بن سمرة العامرى السوائى أبو الحكم الكوفى. وثقه ابن حبان وابن خزيمة، وضعفه أبو زرعة. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ما أقربه عن أن يترك حديثه، عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة فحدَّث بها عن عبيد الله بن عمر. وقال الساجى، حدًث عن هشام بن عروة حديثًا منكرًا. وقال الأزدى: منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر، أخاف أن لا يكون ضعيفًا (كذا في "التهذيب"(٥/ ١٣٦)، ولعل الصواب بدون: لا) وعنده عجائب. وقال الأستاذ بشار عواد في حاشية