الظن، وتعذر النظر في سند "الأوسط" وقتئذ. فلما صدر المجلد الثالث من الكتاب، علمت ما في هذا التحسين من التساهل، وصح ما كان في قلبي من ريبة نحوه، إذ أن فوات حديث حسن الإِسناد في حكم كهذا على الأئمة الستة في مصنفاتهم، بل خلو "مسند أحمد" و"صحيح ابن حبان" و"المستدرك" و "الأحاديث المختارة" - للضياء - ونحوها من الكتب المشهورة، مع أن عامة أحاديث محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن أبي هريرة - في اعتقادى - مسطورة في هذه الكتب، فكل هذا ليس بالأمر اليسير على من رزقه الله عَزَّ وَجَلَّ بصيرة بأسانيد أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومظانّ الصحة والضغف منها. نعم، رجال هذا الحديث كلهم صدوقون على شرط الحسن سوى شيخ الطبراني واسمه: إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، فإنه آفته. قال الذهبي (١/ ٦٣): "شيخ للطبراني غير معتمد. قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن جبير، عن كثير بن مرة، عن ابن عمر - مرفوعًا: "يخرج المهدى وعلى رأسه ملك ينادى: هذا المهدى فاتبعوه" فالمعروف بهذا الحديث هو عبد الوهاب بن الضحاك (٣٠) لا: ابن نجدة "اهـ.
وأقره الحافظ في "اللسان"(١/ ١٠٥).
قلت: والمعروف - أيضًا - بهذا الكلام - في فضل استقبال القبلة - بعض تابعي أهل الشام وتابعيهم، لا رواية الشاميين عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا!
(وذلك) ثابت عن ثلاثة منهم:
١ - فروى ابن أبى شيبة (٨/ ٤٨٦، ٤٨٧) وعنه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"(ص ٢١٥) عن عبد الأعلى عن برد بن سنان عن سليمان بن موسى
(٣٠) وهو متروك، كذبه أبو حاتم كما في "التقريب" (٤٢٥٧)، أقول: ومن يشتبه عليه اسم شيخه، كيف يكون حاله وأنى لحديثه الحسن، وهو لا يعلم له موثق ولو متساهل؟