فوالله الذى لا إله غيره، إنى لم أُرِد مطلق الاقتداء، ولكنى أردت أن يتخير كل مسلم أحد الصحابة رضوان الله عليهم فيتابعه في كل ما يقول ويفعل، معرضًا عمن سواه، بل قد يخالف النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا محالة في مواطن لم يوفق فيها هذا الصحابى للدليل الصحيح الراجح، والمراد أن إنزال أى مخلوق - أيًا كان- منزلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المعصوم الذى أُمِرْنَا بطاعته والتحاكم إليه في كل صغيرة وكبيرة، هو الذى تنكره قلوبنا وقلوب جميع المسلمين الصادقين ولا تقره.
فاللهم اعف عنا وعن إخواننا في الله، وأصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. آمين.
الحديث الخمسون:
" يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه، وينسى الجذع أو الجذل في عينه".
ضعيف، معلّ بالوقف. رواه ابن صاعد في "زوائد زهد ابن المبارك"(٢١٢) وابن حبان (١٨٤٨) وأبو نعيم (٤/ ٩٩) والقضاعي (٦١٠) وأبو الشيخ في "الأمثال"(٢١٧) و "التوبيخ"(٩٦) من طرق عن محمد بن حمير عن جعفر ابن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة مرفوعًا به.
وقال أبو نعيم:"غريب من حديث يزيد، تفرد به محمد بن حمير عن جعفر".
قلت: وقد خولف في رفعه كما يأتي. وقد اغتر العلامة الألباني أبو عبد الرحمن حفظه الله بظاهر هذا الإِسناد، فأورده في "صحيحته"(٣٣) وقال: "قلت: ورجاله كلهم ثقات رجال الصحيح، ولا علة فيه، فهو حديث صحيح، ولا ينافيه قوله "غريب" لأن الغرابة قد تجامع الصحة كما هو مقرر في "مصطلح الحديث".
والحديث عزاه السيوطى في "الجامع الصغير" لأبى نعيم فقط! وقال المناوي: