محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان أبو بكر، وهو متهم كما قال الذهبى. وله ذكر في آخر الحديث الخامس والأربعين من "التبييض". وقد اضطررت إلى تقليب كتاب "طبقات الصوفية" للسلمى من أوله إلى آخره- بعد إذ لم أجد الأثر في ترجمة أبي عثمان هذا منه، ولا في مواضع ذكر ذلك الرازى-، بغرض عزوه إلى أصله وتصحيح اللفظة المتحرفة عند الشجرى فلم أجده فيه، فلعله في كتاب آخر للسلمى , والله أعلم. والشغف بهذا العلم قد يحمل صاحبه على تكلف ما لا طائل وراءه أحيانًا. وحسبُنا الوقوف على أصل صحيح للحديث عن ذاك التابعى الزاهد السُنِّى العالم بحق.
الحديث السابع والخمسون:
" الذين لا تزال ألسنتهم رطبة من ذكر الله يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك".
ضعيف. رُوِى من حديث أبي الدرداء وأبي ذر.
أولًا: حديث أبي الدرداء:
رواه أبو الشيخ في "الثواب" عنه.
ثانيًا: حديث أبي ذر:
رواه ابن شاهين في "الترغيب في الذكر" عنه، كما في "كنز العمال"(١/ ٤٢٧، ٤٤٠)، ولم أطلع على إسناديهما، ولكن جزم العلامة الألبانى حفظه الله بضعف المتن في "ضعيف الجامع"(٥/ ٧٤). والظاهر أن رفعه وهم من قبل بعض الرواة، والخلط بين أبي الدرداء وأبي ذر أيضًا وهم آخر وقفت له على عدة نظائر في الأحاديث، فانظر- على سبيل المثال- الحديث الآتى برقم (٧١).
(وإنما) صح هذا عن أبي الدرداء- موقوفًا عليه- كما رواه ابن أبي شيبة (١٠/ ٣٠٣، ١٣/ ٣٠٧) عن زيد بن الحباب، والإِمام أحمد في "الزهد"(ص ١٣٦) وأبو نعيم (١/ ٢١٩، ٥/ ١٣٣) عن عبد الرحمن بن مهدى كلاهما