وقد توبع على أصل السند في الحديث الذى نحن بصدده - لولا أن ابن لهيعة زاد الرفع - وأوقفه هذا الشيخ، فمحله الصدق والأمانة إن شاء الله تعالى ومما يجدر التنبيه عليه أن الحافظ السيوطى رحمه الله ذكر حديث الترجمة في "الجامع"(٣٦٤٨) وعزاه إلى ابن أبي الدنيا في "الصمت" وأبى نعيم في "الحلية" عن ابن عمرو، ورمز لضعفه، وأقره على ذلك الحافظ المناوى رحمه الله مؤكدًا ذلك بقوله:"كلاهما" أى كلاهما رواه عن ابن عمرو مرفوعًا.
ومثله قول الحافظ العراقى رحمه الله في "تخرج الإحياء"(٣/ ١٢١):
"أخرجه ابن أبي الدنيا وأبو نعيم في "الحلية" من حديث عبد الله بن عمرو" وقد علمت أنه في "الحلية" موقوف، فالكمال لله وحده. وحكى المناوى وغيره عن الحافظ العراقى قال:"سنده لين". والله أعلم.
الحديت الحادى والعشرون:
" الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها".
ضعيف جدًا. رُوِى من حديث أبي هريرة، وأنس، وعلى، وبريدة، ومن مرسل زيد بن أسلم.
١ - حديث أبي هريرة: رواه الترمذى (٢٨٢٨) وابن ماجة (٤١٦٩) والقضاعي (٥٢) والعسكرى في "الأمثال" والبيهقى في "المدخل"(٤١٢) وابن الجوزى في "العلل المتناهية"(١١٤) من طريق إبراهيم بن الفضل المخزومي المدني عن سعيد بن أبي سعيد المقبرى عنه به وإسناده ضعيف جدًا.
قال الترمذى:"هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم بن الفضل المخزومي ضعيف في الحديث".
وقال البيهقى:"تفرد به إبراهيم بن الفضل، وليس بالقوي".
وقال ابن الجوزى:"هذا حديث لا يصح. قال يحيى: إبراهيم ليس حديثه بشئ".