٣ - وقال الشيخ الألبانى حفظه الله في "صحيح الجامع"(٥/ ٦): "صحيح" وقال في "أحكام الجنائز"(ص ٢٠٩): "رواه ابن أبي شيبة (٤/ ٢٢٣) وابن ماجه ... " كذا قال، وسيأتى أنه عند ابن أبي شيبة موقوفًا على عقبة، لا مرفوعًا كما يفهم من ظاهر صنيعه عفا الله عنه.
أما في "الإِرواء"(٦٣) - فأورد إسناد ابن ماجه كله وقال:"وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات، والمحاربى اثنان: عبد الرحمن بن محمد، وابنه عبد الرحيم، وهو المراد هنا. وكلاهما ثقة إلا أن الأب وصفه أحمد بالتدليس. والحديث قال المنذرى في "الترغيب" (٤/ ١٨٩): "إسناده جيد". وقال البوصيرى في "الزوائد": "إسناده صحيح" اهـ (٢٣) وفيه أمور:
الأول: أن عطفه رواية ابن ماجه على رواية ابن أبي شيبة يوهم أن الحديث عندهما معًا مرفوعًا أو موقوفًا، وليس الأمر كذلك. وهو عَين ما أخذه على الحافظ ابن حجر رحمه الله عند كلامه على حديث: "إياكم وهاتين الكعبتين" ... " المتقدم في الرقم (٦١)، وتقدم لذلك وهم مماثل عند حديث:"الجنة حرام على كل فاحش أن يدخلها" المخرج في القسم الأول من الكتاب (٢٠).
الثانى: قوله: "والمحاربى اثنان عبد الرحمن بن محمد وابنه عبد الرحيم، وهو المراد هنا". ولا أدرى ما حجته في ترجيح أن المحاربى المراد في هذا الإِسناد هو عبد الرحيم الابن لا عبد الرحمن الأب مع أن كل الدلائل تشير إلى ضد ذلك، فمنها:
(٢٣) ثم وجدت الحافظ الذهبي رحمه الله رواه في ترجمة المحاربى من "السير" (٩/ ١٣٨) من طريق على بن حرب الموصلى عنه، وقال: "إسناده صالح" اهـ فهذا دليل على أنه معروف بتفرده بهذا الحديث.