أن نسبة المحاربى إذا أطلقت لتبادر إلى الأذهان أنه:"عبد الرحمن بن محمد" وهو أشهر من ابنه بكثير عند المحدثين.
* وأن محمد بن إسماعيل بن سمرة - شيخ ابن ماجه - وعبد الرحيم بن عبد الرحمن المحاربى رغم تباعد سنتى وفاتيهما إلا أن كليهما من العاشرة. ومن المستبعد عادة أن يكون الرجل وشيخه من طبقة واحدة.
* وأن الناظر في ترجمة ابن سمرة من "تهذيب الكمال"(ق ١١٧٤) يجد أن الحافظ المزى رحمه الله ذكر روايته عن عبد الرحمن المحاربى لا ابنه.
* وأنه في ترجمة عبد الرحيم (ق ٨٢٨) لم يذكر له رواية عن الليث، ولا رواية لابن سمرة عنه.
*وأنه في ترجمة الليث بن سعد (ق ١١٥٣) لم يذكر لعبد الرحيم رواية عنه.
* وأن الحافظ ابن حجر رحمه الله قال في ترجمة عبد الرحيم من "التهذيب"(٦/ ٣٠٧): "وعنه البخارى. وروى ابن ماجه عن أبي كريب عنه، وأبو بكر بن أبي شيبة ... " فذكر جماعة على وجه الاستقصاء، لم يذكر فيهم ابن سمرة.
* وأن الحافظ البوصيرى رحمه الله- بصدد بيان أن ابن سمرة لم يتفرد به عن شيخه - قال:" ... فقد رواه أبو يعلى الموصلى في "مسنده": حدثنا حفص بن عبد الله أبو عمر الحلوانى حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربى، فذكره بزيادة" كما تقدم عنه.
فكأن الشيخ- حفظه الله- استبعد أن يروى عبد الرحمن المحاربى (وهو من التاسعة، توفى ١٩٥) عن الإِمام الليث (من السابعة، توفى ١٧٥) مع قصر المدة بين وفاتيهما، فاكتفى بذلك. والحق أن أمر مراعاة الوفيات غير مطرد، فإن الشيخ قد يُعَمَّر فتتقارب سنة وفاته من سنى وفيات الرواة عنه. فالعبرة بالطبقات، وأن يكون بين الرجل وشيخه طبقتان في المعتاد، والأمر ههنا كذلك. على أن الشيخ - حفظه الله - قد توقف عن تصحيح حديث