واللفظ له - والبخارى في "الأدب"(٧٠٧) من طرق عن الأعمش عن ثمامة ابن عقبة المحلمى عن الحارث بن سويد قال: قال عبد الله: "إذا كان على أحدكم إمام يخاف تغطرسه وظلمه فليقل: اللهم ربَّ السموات وربَّ العرش العظيم، كن لي جارًا من فلان وأحزابه وأشياعه، أن يفرطوا عَلَيَّ وأن يطغوا، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك". قال ابن أبي شيبة:"إلا أن أبا معاوية زاد فيه: قال الأعمش: فذكرته لإبراهيم فحدَّث عن عبد الله بمثله، وزاد فيه: من شر الجن والإِنس". وإسناداه صحيحان، وإرسال إبراهيم عن ابن مسعود صححه بعض الأئمة، لثبوت أنه كان لا يرسل عنه إلا ما سمعه من غير واحد من أصحابه.
تنبيه: وذكر الشيخ الجيلانى رحمه الله في "فضل الله الصمد"(٢/ ١٧١ - ١٧٢) أحاديث كثيرة بألفاظ غير هذا- في دعاء خوف السلطان - ما بين ضعيف واه، أو مقطوع، فلا حاجة إليها، وحسبنا ثبوته عن صحابيين جليلين كما قدمنا. وقد قال:"وإن كانت طرقها ضعيفة فهى أحسن من التى لا أصل لها من السنة وآثار الصحابة والتابعين" اهـ. قلت: وأحسن من كل ذلك تتبع الثابت عن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحريًا لصحة الإسناد واتصاله، إلا أن لا نجد إلا المقاطيع كما فعل الإِمام الطبراني رحمه الله في (باب: كيف التهنئة بالمولود) من كتابه "الدعاء"(ص ١٢٤٣ - ١٢٤٤) إذ أورد أثرين عن كلٍ من الحسن البصرى وأيوب السختيانى رحمهما الله لفظهما: "جعله الله مباركًا عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم"، وسأخرجهما في محلهما المناسب إن شاء الله تعالى. ونظائر ذلك كثيرة في صنيع الأئمة رحمهم الله. وإنما ذكرت هذا المثال لعموم الحاجة إليه مع اشتهار سواه عن الحسن رحمه الله مما لم يثبت عنه.
٢ - وأما عن ابن عباس رضى الله عنهما، فقد روى البخارى أيضًا (٧٠٨) وابن أبي شيبة (١٠/ ٢٠٣) عن أبي نعيم الملائى، وكذا الطبراني في "الكبير"(١٠/ ٣١٤)