للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكوفي، وعلي الكسائي الكوفي»، وصار يطلق على قراءة هؤلاء: القراءات السبع.

وقد اختار العلماء لكل قارئ من هؤلاء القراء اثنين ممن أخذوا عنه القراءة، فاختاروا لعاصم - مثلًا - راويين، هما: أبو بكر بن عياش شعبة، وحفص بن سليمان، ولنافع: قالون، وورشًا، وهكذا.

وألفت كتب في قراءة هؤلاء السبعة، أشهرها: كتاب: «التيسير» لأبي عمرو الداني (ت: ٤٤٤)، ونظمه للإمام الشاطبي (ت: ٥٩٠).

وبعد هذه المرحلة، ألف العلماء كتبًا كثيرة في القراءات، وصار بعضهم يزيد على هذه القراءات السبع، لئلا يظن الناس أن القراءات السبع هي الأحرف السبعة.

وصار العلماء يحررون هذه القراءات، ويعتنون بأمرها، حتى وصلت إلى إمام عظيم القدر، وهو الإمام ابن الجزري (ت: ٨٣٣)، فألف كتابه العظيم: «النشر في القراءات العشر»، وزاد على هؤلاء الأئمة السبعة، ثلاثة هم: «أبو جعفر بن يزيد القعقاع، ويعقوب الحضرمي، وخلف البزار».

وكانت قراءات الأئمة العشرة منتشرة في الأمصار الإسلامية، يقرأ أهل كلِّ مصر وما حوله بقراءة إمامهم، واستمر الحال على ذلك قرونًا، وذكر الداني أنَّ إمام الجامع الكبير في البصرة لا يقرأ إلَّا بقراءة يعقوب، وكان أهل مصر يقرؤون برواية ورش حتى القرن الخامس الهجري، ثم انتشرت بينهم قراءة أبي عمرو البصري.

ويبدو أنَّ الأمر استمر على هذا الحال زمنًا بعد ذلك، حتى امتد حكم الدولة العثمانية للبلاد العربية في القرن العاشر الهجري، فانتشرت رواية حفص

<<  <   >  >>