والمستكبرين، وهم على دينهم دائبون، وبدعوتهم معتصمون، وعلى ربهم متوكلون»، [دعوة الرسل، محمد أحمد العدوي].
(٢) بعد سردٍ تاريخي موسع لقصص الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم في سورة (هود)، وذكر لعناد أقوامهم، واستعراض لمسيرة الدعوة الإسلامية في التاريخ البشري كله، وبيان أصولها، ذكرت السورة انقسام الناس في الآخرة إلى سعداءَ وأشقياء.
وذكرت السور أوصاف السعداء ليأتي في مقدمها: عدم السير في ركاب الظلمة.
إنَّ من أهم الصفات التي يتحلى بها أتباع الأنبياء من الدعاة والمصلحين ألا يناصروا ظالمًا قط، وألا يمضي أحدهم في ركابه، وألا يبيع أحدهم دينه ليرضي ظالمًا، ومن أعان ظالمًا بُلي به.
انتقم الله من الظالمين، وحشرنا في زمرة المصلحين، وبصَّرنا بالحق، وجعلنا من أهله.
«قديمًا قيل: من طلب الكل فاته الكل فلما أرادوا أن يكون إقبال يعقوب ﵇ بالكلية عليهم قال تعالى: ﴿وَتَوَلَّى عَنْهُمْ﴾ [يوسف: ٨٤]»، [لطائف الإشارات = تفسير القشيري:(٢/ ١٧٠)].