للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - إرادة الخير بهذه الأمة، فإنَّ النسخ إن كان إلى ما هو أخف ففيه سهولة ويسر، وإن كان إلى ما هو أثقل ففيه زيادة الثواب والأجر.

٥ - يقع في النسخ تطييب نفس رسول الله ونفوس أصحابه بتمييز هذه الأمة على الأمم وإظهار فضلها، ومثاله قصة نسخ استقبال القبلة، حيث كانت حين فرضت الصلاة إلى بيت المقدس، ثم حولت إلى الكعبة.

* والقرآن ينسخ بالقرآن باتفاق العلماء، واختلفوا في نسخ القرآن بالسنة.

* وقد وقع النسخ في القرآن الكريم، والأدلة على وقوعه كثيرة، ويمكننا أن نردها إلى عدة معاقد:

[الأول: دلالة الوقوع.]

وهو أصدق دليل على وجوده، فقد وقع النسخ في القرآن، ونحن إذا تلمسنا دلالة تلك الآيات على النسخ، لوجدناها نصوصًا صريحة بوقوعه، ومن ذلك قوله سبحانه: ﴿*سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ١٤٢﴾ [البقرة: ١٤٢]، فهذه الآية دليل على وقوع النسخ، لأنها تدل على تغير في القبلة، وهذا التغير نسخ من قبلة إلى أخرى، كما قال تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ١٤٤﴾ [البقرة: ١٤٤].

وهذا أول نسخ حصل في الإسلام.

هذا من غير ضميمة الأحاديث المصرحة بوجود النسخ في هذه الآيات، فكيف بوجودها؟!

<<  <   >  >>