للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووصل الحال ببعض الناس إلى التشكيك في القدر، وظنِّ الظنون بالرب تعالى، ولو أنهم أقبلوا على كتاب ربهم لكان شفاءً لنفوسهم، وطُهْرَة لقلوبهم!

ولعلك تتأمل سورة الأحزاب - مثلًا -، واجتماع الكفار على رسول الله وأصحابه، حتى وصفهم الله بألفاظ جليلة تبعث في النفس ما كان عليه الأصحاب من زلزلة ووهن، ثم تأمل في تخذيل المنافقين لإخوانهم من أهل الإيمان، ثم تأمل في الذين آمنوا، وبم اتصفوا لينصرهم الله على الأحزاب!

= إنك إن فعلت فستجد خيرًا كثيرًا!.

٢٧ - والله تعالى يبتلي العبد ليلجَأَ إليه، ويتمسَّك بحباله، فأيُّ عبدٍ ذلك الذي لا يرى لطفه في بلائه، وحكمته في مصابه، والدنيا مطبوعة على الكبد، وليس فيها مستراح لمؤمن، والحزن كل الحزن يذهب في الجنة، والله غفور شكور!

وكلما ازداد (العبد) علمًا وإيمانًا = ظهر له من حكمة الله ورحمته ما يبهر عقله، ويبين له تصديق ما أخبر الله به في كتابه.

٢٨ - الترياقُ المجرب!

كان صالح المري إذا قص [أي: وعظ] قال: «هات جونة المسك والترياق المجرب - يعني القرآن -!

فلا يزال يَقرأُ ويدعو ويبكي حتى ينصرف»، [الترياق: الدواء].

٢٩ - يبعث القرآنُ في النفوس ما يعجز الإنسان عن الإحاطة به، وما ذلك إلا أنه روح يغذي الأرواح وتلك لغة قد يعجز البيان عن إدراك أسرارها!

أحيانًا يستوقفك قارئ ما، في آية قد تمر عليها وتكر، لكنها تصادف منك محلًا خاليًا فتدهشك، وتحدث في نفسك وجدًا، وأحوالًا.

<<  <   >  >>