نأخذه من حديث واحد، وهو: استشكال الصحابة لقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الأنعام: ٨٢].
ودَرَجَ الصحابة على هذه الأصول، وخطَّأوا من تأول القرآن بغير أصل كما في تخطئتهم الخوارج، والرافضة، والقدرية، وسائرِ أهل الضلالات في عصرهم.
وبعد ذلك اتخذ أهلُ التفسير من الأئمة المجتهدين الناقدين هذه الأصول واستبطنوها في كتبهم، وتوالى العلماء على نقد كل تفسير يخرج عن الأصول المقررة، ولو كان من إمام، كما فعلوا مع بعض تأويلات مجاهد مع إمامته وفضله.
٢٦ - للقرآن المجيد أثرٌ عظيم في تثبيت القلب أيام المحن، وأوقات نزول البلايا والفتن!
بل إنَّ هذا من مقاصده، كما قال سبحانه: ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل: ١٠٢]، وقال سبحانه: ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [هود: ١٢٠].
ولا يظننَّ ظان أن العودة إلى القرآن، وتربية النفس على تلقي آياته نوع من الهروب من الواقع!
= بل إنَّ كثيرًا من الضَّعف والوَهَنِ الذي يدب في النفوس سببه الرئيس ضعف الإيمان!