(٧) طال انتظار يعقوب غير أنه لم ييأس، وابيضت عيناه من الحزن غير أنه لم يقنط.
ونصح قائلًا: ﴿لا تيأسوا من روح الله، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون﴾ [يوسف: ٨٧] .. اللهم رحمتك.
(٨) قال الكريم لرسول الملك: ﴿ارجع إلى ربك فسأله ما بال النسوة﴾ [يوسف: ٥٠]، «فنكب عن ذكر امرأة العزيز حسن عشرة، ورعاية لزمام الملك العزيز له»، ابن عطية.
قلت: وفي قوله سبحانه عن الكريم سليل الكرام: ﴿وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن﴾ [يوسف: ١٠٠]!
تنبيهٌ على خلق عظيمٍ جدًّا.
فإنَّ يوسف لم يذكر خروجه من الجب = مع كونه أشد، وأعظم، إذ كان غلامًا صغيرًا وحيدًا في جُبٍّ مظلم متروك للأهوال والمخاوف.
لم يَذْكر الجب، وذكر السجن = لئلا يؤذي مشاعر إخوته [وهم الذين رموه في الجب]، وقد عفا عنهم قبل قليل.
اللهم صل على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم!
(٩) قد يطُول الطريق حتى تبصر لطف الله بك، فلا تأخذك العجلة، ﴿إن ربي لطيف لما يشاء﴾ [يوسف: ١٠٠].
(١٠) حين يعاين المؤمن نعم الله التي تتوالى عليه تترى؛ يتشوَّف للنعيم الخالد فينطلق لسانه داعيًا ﴿توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين﴾ [يوسف: ١٠١].
(١١) في ختام السورة العظيمة، ابتداء تنبيه من الله تعالى على الطريق الحق، ﴿إن هو إلا ذكر للعالمين﴾ [يوسف: ١٠٤]، «ابتدأ الله تعالى الإخبار عن