كتابه العزيز أنه ذكر وموعظة لجميع العالم - نفعنا الله به وَوَفَر حظَّنا منه بعزته -»، [المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: (٣/ ٢٨٥)].
(١٢) ﴿ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون﴾ [يوسف: ١٠٩]؟!
لم يكن الكريم يوسف حين قصَّ الرؤيا على أبيه يعلم ما تحمله له الأيام في طياتها، ولم يكن أبوه يعلم حين أخذ ولده منه إلى ما يصير.
لم يكن يوسف على علمٍ لم هذه البلاءات المتتالية، لم الجبُّ، والنِّسوة، والسجن؟
لم فارق أباه؟
لم حسده إخوته؟
لم ظُلِم ووضِعَ في السجن؟
لكنه أدرك كل هذا، وكانت الحكمة العظيمة: ﴿إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم﴾ [يوسف: ١٠٠]!
فكم لله من لُطفٍ خفي … يَدقُّ خفاه عن فهمِ الذَّكي
وكم يسرٍ أتى من بعد عسرٍ … ففرَّج كربةَ القلبِ الشَّجي
وكم أمرٍ تُسَاءُ به صباحًا … فتأتيك المسرة بالعشي
(١٣) في سورة الكريم سليل الكرماء، يوسف عبر عظيمة وآلاء جسيمة، تأمَّل كيف أنجاه الله من حسد إخوته، بوضعه في الجب، ثم أنجاه من الجب، إلى بيت العزيز.
وأنجاه من كيد النسوة، بوضعه في السجن، ثم أنجاه من السجن، ليكون العزيز.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute