(٢) إسناده حسن، عبدُ الله بن أبي بكر بن الحارث بن هشام - وهو عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرَّحمن بن الحارث بن هشام - روى عنه جمع، ووثَّقه ابن خلفون وابنُ عبد الرحيم البَرْقيّ، وصحَّح له ابن خُزيمة وابنُ حبان حديثَه هذا من طريق الزُّهريّ عنه، الذي أشار إليه المصنِّف بإثر هذا الحديث، وسيرد برقم (١٤٣٤)، وقال فيه الحافظ ابن حجر في "التقريب": صدوق. لكن نقلَ ابن عديّ عن البخاريّ قولَه فيه: لا يصحُّ حديثُه (كما في ترجمته في "الكامل" ونقلَه عنه الذهبيّ وغيرُه)، ولم أقف على هذا القول للبخاري فيه، والذي في "تاريخه الكبير" أنه لا يصحُّ قولُ من سمَّاه عبد الملك، ولا يصحُّ قولُ معمر: عبد الله بن أبي بكر عن عبد الرحمن بن أمية، وليس فيه قوله: لا يصحُّ حديثه، والله أعلم. وبقية رجاله ثقات، غير محمد بن عبد الله - وهو ابن المُهاجر - الشُّعَيْثيّ، فهو صدوقٌ حسنُ الحديث. ووقعَ نحو هذا السؤال من يعلى بن أمية لعمر بن الخطاب ﵁، كما سيأتي برقم (١٤٣٣) بإسناد صحيح، وفيه قول عُمر رفعَهُ: "صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللهُ بها عليكم فاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ". وأخرج أحمد (٤٧٠٤) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي حنظلة، سألتُ ابنَ عمر عن الصلاة في السفر قال: الصلاة في السفر ركعتان، قلنا: إنَّا آمنون؟ قال: سنَّةُ النبيِّ ﷺ. وإسنادُه حسن. وأخرج أحمد أيضًا (٥٦٩٨) و (٥٧٥٧) من طريق مَطَر بن طَهْمان الورَّاق، عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: سافرنا مع رسول الله ﷺ ومع عمر، فلم أرهما يزيدان على ركعتين، وكنَّا ضُلَّالًا، فهدانا الله به، فبه نقتدي. وإسنادُه حسن. قال السِّنديّ: قوله: "كيف تَقْصُر الصلاة" أي: بلا خوف مع أنَّ الرُّخصة في القرآن مقيَّدة بالخوف، وأشار ابن عمر في الجواب إلى أنَّ النبيَّ أعلمُ بالقرآن، وقد أخذنا ببيانه ﷺ.