للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السَّابع والستون ومائة (١): ﴿وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (٢)

قال الله لعباده: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، وقد بيَّنَّا حقيقة (٣) اسم "الأخ" (٤)، ﴿فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾، فندب إلى إصلاح ذات البين عد التشاجر الحقيقي أو خوفه قبل أن يقع، وهو من أوكد أمور الدين، وهو فَرْضٌ على كافَّة المسلمين، ومن حضره أولى ممَّن غاب عنه، ومن قَرُبَ أولى ممَّن بَعُدَ، وبعَكْسِه في الإثم النَّمَّامُ والواشي والمُضَرِّبُ، وذلك لا يَتِمُّ للعبد إلَّا مع تسوية القلب مع الله؛ فإن الله إذا عَلِمَ صِدْقَ هَمِّك في إصلاح ذات البَيْنِ رَفَعَ العصبيَّة، وذلك يكون بصحيح الأخوة، وقد قدَّمنا حقيقتها.

[حُقُوقُ الأخوة]:

ومن حقوقها: ألَّا تُحْوِجَ أخاك إلى الاستعانة بك والتماس النصرة فيك، ولا تُقَصِّرَ في تَفَقُّدِ أحواله حتى يُشْكِلَ عليك موضع حاجته فيحتاج إلى مُساءلتك.

ومِن حَقِّه ألَّا تلجئه إلى الاعتذار، بل تبسط عذره، فإن أَشْكَلَ عليك وَجْهُه عُدْتَ باللَّائمة (٥) على نفسك في خفاء عذره عليك، وتتوب عنه إذا أذنب، وتعوده إذا مرض، وإذا أشار عليك بشيء فلا تُطالبه بحجة.


(١) في (ك) و (ب): السادس والستون ومائة السابع والستون ومائة، وفي (ص): السابع والستون ومائة والثامن والستون ومائة.
(٢) [الحجرات: ١٠].
(٣) سقط من (د).
(٤) في السفر الثالث.
(٥) في (ك) و (ص) و (ب): بالملامة.