للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا استُنْجِدوا لم يسألوا من دعاهم … لأية حرب أو لأي مكانِ (١)

آخَر (٢):

لا يسألون أخاهم حين يندبهم … في النائبات على ما قال برهانَا (٣)

هذا في أهل الباطل، فكيف في أهل الحق؟

ويحفظ عهده القديم، ويراعي حقَّه في أهله والمتصلين به؛ في المشهد والمَغِيب، وفي حالة الحياة والوفاة، كما قال بعض الظرفاء:

وخليل إن لم يكن … منصفًا كنت مُنْصِفَا

أتحسَّى له الأَمَرَّ … وأسقيه ما صفَا

إن يَقُلْ لي: اشْتَوِ … احترقتُ رِضًا لا تَكَلُّفَا (٤)

وقد تقدَّم بيانُ الأُخُوَّةِ مُسْتَوْفًى، وهذه نبذة منه، والله يرحم من هذه صِفَتُه، وهو أعلم به، كما قال: ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ [النجم: ٣١]، وهو الثامن (٥) والستون ومائة.


(١) البيت من الطويل، وهو لودَّاك بن ثمل المازني، من أبيات حماسية له في ديوان الحماسة: (١/ ٥٩).
(٢) سقط من (ك) و (د) و (ب).
(٣) البيت من البسيط، وهو لقريط بن أنيف العنبري، من جملة أبيات استفتح بها أبو تمام حماسته: (١/ ١٩).
(٤) الأبيات من مجزوء الخفيف، أنشدها أبو القاسم القشيري في لطائف الإشارات: (١/ ٣٤٤).
(٥) في (ك) و (ب): السَّابع.