وهي منتسخة من أصل أبي محمد الأَشِيرِي، وأُثْبِتَتْ طُرَرُه وتعليقاته وزياداته على "سراج المريدين".
وعليها خطوط وتعليقات كثير من العلماء، منهم: علي بن فرحون، والد صاحب "الديباج".
وبعض هذه التعليقات انتقادٌ لبعض ما قرَّره الإمام أبو بكر، وقد يكون مع هذه التعليقات تقييدات أخرى في الانتصار لما قرَّره ابن العربي.
وأدرج الناسخُ زيادات الأَشِيرِي في أواخر الكتاب، عند ذكر ابن العربي للرحَّالين، فذكر ما لم يذكره؛ ممَّن كانت له رحلة إلى زمان القاضي، وإن كان ميَّزها الناسخ بقوله وإشارته للأشيري.
وقد تضمَّنت هذه النسخة -أيضًا- ترجمة موجزة للإمام ابن العربي فيها الكثير من الفوائد، ولأهميتها أدرجناها في مقدمتنا الدراسية لكتاب "المتوسط في الاعتقاد"(١)، وفيها ذِكْرٌ لبعض كتبه، وذِكْرٌ لجِرْمِها وحَجْمِها.
وهذه النسخة صحيحة مليحة مقابلة، دلائل الإتقان عليها بادٍ، وهي النسخة الوحيدة التي ظفرنا بها تامَّة.
وقد صوَّرها لنا أخونا الدكتور أحمد عبد الباسط؛ الباحث في معهد المخطوطات بمصر، فجزاه الله خيرًا على ما بذله ويسَّره.
النسخة الرابعة: مصوَّرة دار الكتب المصرية (د)
أصلُ هذه النسخة كان عند الفقيه الإمام محمد بن المَدَنِي كنون الفاسي ت ١٣٠٢ هـ، ثم اشتراها من تركته الفقيه الزِّيزِي الفاسي- كما
(١) المقدمة الدراسية للمتوسط في الاعتقاد: (ص ١٩ - ٢٠).