والوقت الذي استفرغه من أجل هذا العمل، حفظه الله للعلم والعلماء، ويسَّر أمره، وأجزل له المثوبة.
٤ - التعليقُ على النص:
وأكثر تعليقاتنا على الكتاب كانت في ثلاثة أمور:
الأوَّل: التراجم، وأكثر اعتنائنا بترجمة مشيخة ابن العربي، وفيه عددٌ غير قليل ممن لم يرد التعريف بهم في ديوان معتبر، فأخلَّت كتب التواريخ والطبقات بكثيرين منهم، فما كان علينا -حينئذ- إلا نَحْتُ تراجم لهم؛ مُعَوِّلينَ على إشارات الإمام ابن العربي في كُتُبِه التي وقفنا عليها، فصنعنا تراجم لعدد وافر منهم، واستطعنا أن نذكر في بعضهم تواريخ وفياتهم، وهو أمر لم نُسْبَقْ إليه، ولم نُزْحَمْ عليه، وسيرى القارئ ذلك ويَسْتَيْقِنُه.
الثاني: شَرْحُ غَرِيبِه، وعوَّلنا على "تاج العروس"؛ لطُولِ مداخلتي له، وقد نَذْكُرُ بعض "كُتُبِ الغريب"، كغريب أبي عُبَيد الهروي، وابنُ العربي كثير التعويل عليه، أو "غريبُ البخاري" أو "غريب الحديث"؛ كلاهما للخطَّابي.
الثالث: الإبانة عن بعض ما يذكره ابن العربي، فنُحِيلُ على موضعه الذي جاء فيه تفسيرُه في كتاب آخر من كُتُبِ القاضي، أو نذكر قَصْدَه من إيراده للكلام، وهو قليل نادرٌ في حواشي الكتاب.
[تكملة]
هذا ما تيسَّر لي ذِكْرُه في هذا "البرنامج"، وقد بَذَلْتُ فيه جهدي، وصنعتُ ما أمكنني صنعه، ومن كان مشتغلًا بالتحقيق يعلم ذلك ويعرفه،