للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حضانته (١)؛ فتزول نفسه عن الاستشراف، ويَفْرُغُ قلبُه عن تعب الانتظار، وإذا جرت المقادير عليه سَكَنَ.

وقد قالوا: "إذا وَثِقَ القلبُ بمجاري القِسْمَةِ لم يضرَّه الكَسْبُ، ولا قَدَحَ في تَوَكُّلِهِ" (٢).

وقد قالوا: "إنَّ المتوكلين العوام إذا أُعْطُوا شكروا، وإذا مُنِعُوا صبروا" (٣)، وقد تقدَّم ذَمُّ (٤) ذلك (٥)، "والخواص الذين إذا أُعْطُوا أثَرُوا، وإذا مُنِعُوا شكروا" (٦)، وقد تقدَّم مَدْحُه (٧).

ومن فَضْلِ الله أنه يَجُودُ على العبد تارةً بتيسير الأسباب من حيث لا يحتسب ولا يكتسب، ويَجُودُ على الأولياء من غير طَلَبٍ (٨).

التَّوَكُّلُ في الأسباب الأخروية:

ومن حكمة الله أنه جعل التوكل في الأسباب الدنيوية إلى حَدٍّ (٩)، فأمَّا التوكل على الله في إصلاح أمور الآخرة فهو غامض على الأكثر، خَفِيٌّ على الأعظم.


(١) لطائف الإشارات: (٢/ ٦٤٥).
(٢) لطائف الإشارات: (٢/ ٦٤٥).
(٣) لطائف الإشارات: (٢/ ٦٤٥).
(٤) ضبَّب عليها في (د).
(٥) تقدَّم ذلك في اسم "الزاهد".
(٦) لطائف الإشارات: (٢/ ٦٤٥).
(٧) تقدَّم ذلك في اسم "الزاهد".
(٨) لطائف الإشارات: (٢/ ٦٤٦).
(٩) لطائف الإشارات: (٢/ ٦٤٦).