للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والدِّينُ القَيِّمُ: ما لا تَمْثيلَ فيه ولا تعطيل؛

والحَنِيفُ: المائلُ إلى الحق، الزائلُ عن الباطل (١)، وهو من غَرِيبِ الأسماء؛ فإنه عند الناس في العاهات، وهو عند الله في أعلى الدرجات.

[مسألة]

وقد حضرتُ مثله (٢) في بغداذ، في قصة غريبة ذكرتُها في كتاب "تَرْتيبِ الرِّحْلَةِ للتَّرْغِيبِ في المِلَّةِ".

[عَظَمَةُ الصلاة]:

ولمَّا استقام النبيُّ (٣) - صلى الله عليه - على الطريقة، وكُوشِفَ بالحقيقة، وارتقى إلى أعلى الدرجات؛ قال: ﴿إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ (٤)، شهد أن القَادِرَ (٥) عليه، والمُجْرِيَ لأموره، والمُصَرِّفَ له، والمُنَقِّلَ من حَالَ إلى حَالٍ، ومن وَصْفٍ إلى وَصْفٍ، ومُصَرِّفَه في العبادات حَالَ الحياة، وفي الدرجات بعد الممات؛ هو اللهُ وحده، لا يُشاركه في ذلك أَحَدٌ، وهذه نهايةُ التَّوْحِيدِ وإخْلَاصِ العبادة.

وقد وَصَفَ الله المؤمنين بقوله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ إلى قوله: ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ


(١) معاني القرآن للزجاج: (٣/ ٢٢٢).
(٢) سقطت من (س).
(٣) في (س) و (ف) و (ز): استقام الأمر للنبي.
(٤) بعده في (ص): الآيتين.
(٥) في (ص) و (س): للقادر، ولم ترد أن فيهما.