للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو (١) قد ضَمِنَ الكفاية من التخويف والتوحيد، فينبغى أن لا (٢) يخاف غَيْرَ الله، وسَنُبَيِّنُ (٣) ذلك في موضعه إن شاء الله.

مُتَمِّمَةٌ: [في زيادة الإيمان ونقصانه]

لم يختلف أَحَدٌ من المتقدمين من الصحابة والتابعين والسَّلَفِ الصالحين (٤) في أن الإيمان والعلم يزيد وينقص، حتَّى نَشَأَتِ المبتدعة من القدرية وإخوانهم، فتكلموا بألفاظ الأوائل؛ من عَرَضٍ وجَوْهرٍ، وحامل ومحمول، وخاضوا في أن العَرَضَ يتجدَّد، وأن الجَوْهَرَ الفَرْدَ لا يتعدَّد، ورَكَّبُوا عليه أدلة التوحيد، وهذا وإن كان يُفْضِي إلى تحقيق، ولكنه خُرُوجٌ عن سيرة السلف، ويصلح للغَلَبَةِ في الجدال، وإلَّا فقد أغنى الله في كتابه بما وضع من أدلته، "وليس منَّا من لم يتغنَّ بالقرآن (٥) " (٦)، ولَوْ لَمْ يُمَكِّنُوا أنفسهم من هذه (٧) الألفاظ معهم، ولا انقادوا في تَرْدَادِها في النظر إليهم؛ لكانوا قد سَدُّوا من البدعة بابًا، وطَمَسُوا وَجْهًا، فإن المداخلة لهم فيها أَطَالَ النَّفَسَ، وما حَلَّتْ عُقْدَةَ الحَبَسِ (٨).


(١) سقط من (ص).
(٢) سقطت من (ص).
(٣) في (د): نبين.
(٤) في (ص): الماضين.
(٥) أي: يستغني بالقرآن، وبدلائله عن تلك الأقوال والتعمُّقات.
(٦) يأتي تخريجُه في اسم "القارئ".
(٧) سقطت من (ص).
(٨) أفاد من قول ابن العربي هذا الإمامُ ابن مخلص السبتي في كتابه "أدلة التوحيد والنبوة": (ق ٢/ ب).