للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المُزَكِّي]: وهو الاسمُ المُوَفِّي عِشْرِينَ

والمُزَكِّي أَعَمُّ من المُصَّدِّقِ (١)؛ لأن متعلَّقاته في العربيَّة أكثرُ، وقد بيَّنَّا ذلك في مَوْضِعِه.

والمُصَّدِّقُ والمُزَكِّي: هو الذي يَقْضِي ما لله عليه من حَقٍّ في ماله لأَرْبَابِه الذين أحالهم عليه به، حسبما بينَّاه في "قِسْمِ المَقَامَاتِ الأَوَّلِ" (٢).

ويَزِيدُ المُزَكِّي عليه بأنه الذي يُطَهِّرُ نفسه من أَدْنَاسِ الذنوب، كما يُطَهِّرُ ماله من أدناس الحقوق، فالصَّدَقَةُ أَوْسَاخ الناس، كما رُوِي (٣) في الحديث الصحيح (٤).

ولمَّا كانت النِّعْمَتَانِ في البَدَنِ والمال مُقْتَرنَتَيْنِ؛ بهما يَتِمُّ للمرء وجودُه ومعاشُه واستقلالُه، قَرَنَ الله بينهما في الفَرْضِ والشُّكْرِ، والعِوَضِ والأَجْرِ، فقال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ [البقره: ٤٢]، وقال تعالى: ﴿يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ﴾ [المائدة: ٥٧].


(١) في (س) و (ص): المتصدق.
(٢) في السِّفْرِ الأوَّل.
(٣) في (د) و (ص) و (ز): ورد.
(٤) حديث "إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد؛ إنما هي أوساخ الناس"، أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الجنائز، باب ترك استعمال آل النبي على الصدقة، رقم: (١٠٧٢ - عبد الباقي).