للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حكاية (١):

كان سَهْلٌ الصُّعلوكي (٢) الفقيه (٣) من أهل (٤) خراسان (٥)، وكان (٦) ممَّن جمع رئاسة الدين والدنيا، خرج عليه يومًا وهو في موكبه من مِسْخَنِ حمَّام يهوديٌّ في أَطْمَارٍ سُخْمٍ (٧) من دخانه، فقال له: "ألستم تَرْوُونَ عن نَبِيِّكُم: "أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"؟ وأنا عبد كافر وترى حالي (٨)، وأنت مؤمن وترى حالك، فقال له على البديهة: إذا سِرْتَ (٩) غدًا إلى عذاب الله كانت هذه جنتك، وإذا سرتُ (١٠) أنا إلى نعيم الله ورضوانه كان هذا سِجْنِي"، فعجب الخلقُ من فقهه وبداهته، والحديثُ صحيحٌ جِدًّا.


(١) من هنا تبدأ النسخة (ك)، وهي السفر الثاني من سراج المريدين.
(٢) الإمام الفقيه، شيخ الشافعية، ومفتي نيسابور، سهل بن محمد العجلي الحَنَفِي - نَسَبًا -، أبو الطيب الصُّعلوكي، تـ ٤٠٤ هـ، تفقَّه وتخرَّج على والده أبي سهل، وبلغ شأوًا رفيعًا في بلده، وناظر وأملى وحدَّث، ترجمته في: الأنساب: (٨/ ٦٤)، وتبيين كذب المفتري: (ص ٢١١ - ٢١٤)، وطبقات الشَّافعية: (٤/ ٣٩٣ - ٤٠٤).
(٣) بعده في (ص): الحنفي، وضَرَبَ عليها في (د).
(٤) سقطت من (ص).
(٥) قوله: "من أهل خراسان" قُرِضَ موضعُها في (ك).
(٦) في (ك) و (د): كان.
(٧) في (د): مسخم.
(٨) في (د) - أيضًا -: ما بي.
(٩) في (ص): صرت.
(١٠) في (ص): صرت.