للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوم لا يَكْتُمُونَ الله حديثًا: وهو الاسمُ [السَّادس (١)] والخمسون

﴿يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ﴾ (٢): [وهو الاسم السَّابع والخمسون]

قالوا (٣): يُعَذَّبُونَ، من قولك: فَتَنْتُ الذهبَ؛ إذا رَمَيْتَه في النار، وذلك قولُه: ﴿وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ﴾ [الشورى: ٤٥].

قيل: خَفِيَ من ذِلَّةٍ؛ فتارة يَشْخَصُ، وتارة يخفى.

ويَذِلُّ: يُسارقون به النظر، لا يفتح عينه، إنما يلحظ بطَرْفِها، كما يفعل المُسارق للنظر.

وقيل: إنما ينظرون إلى النار بقلوبهم؛ لأنهم يُحشرون عُمْيًا.

والأوَّل أصحُّ؛ فإنهم وإن كانوا يُحشرون عُمْيًا وبُكْمًا وصُمًّا ويُخْتَمُ على أفواههم، ويعاد بهم إلى صِحَّةِ النظر والسمع، وإطلاق اللسان بالنُّطْقِ، وذلك كله لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أن يدفعه، فلذلك قال فيه:


(١) في (س) و (د): الرابع، وفي (ص): الثالث.
(٢) [الذاريات: ١٣]، بعدها في (ص): وهو الاسم الرابع والخمسون.
(٣) في (د): قال، وفي (س): فلا.