للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقَوْلُ عيسى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ (١) كقول غيره، وكان الله قد ذَكَرَ (٢) الأنبياء من نوح إلى إبراهيم وعيسى، ثم أفرد إبراهيم في موضع متقدم، وذكر عيسى هاهنا، وفي ذلك نكتة، بيانُها في "قِسْمِ النَّظْمِ" (٣)؛ فإنَّ التفريق نظم، والجمع نظم، على حُكْمِ الفصاحة.

الرابع (٤) والستون ومائة: ﴿وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ﴾ (٥)

وهو يتولى الصالحين، وهو ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ [البقرة: ٢٥٦] وهو (٦) وَليُّ المؤمنين بالإرادة، ووَليُّ المتقين بالمعونة، ووَلِيُّ الصالحين بالمضاء والصرامة (٧).

الخامس (٨) والستون ومائة: قَوْلُه: ﴿وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا﴾ (٩)

أخبر الله أن الدنيا لعب ولهو؛ فإن تعلقتم بها ونسيتم وَصْفَ الله لها وتكريهه فيها ذهب ثوابكم وقبح مَآبُكم، وإن آمنتم بخبره واتقيتموها يؤتكم أجوركم.


(١) [الزخرف: ٦٣].
(٢) في (ص): دخر.
(٣) لعله الكتاب الذي أفرده في نظم القرآن والمناسبة بين الآي، وقد تقدَّم التنبيه عليه.
(٤) في (ك) و (ب): الثالث.
(٥) [الجاثية: ١٨].
(٦) في (ك): هو.
(٧) في (ب): العزيمة.
(٨) في (ك) و (ب): الرابع.
(٩) [محمد: ٣٧].