للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمَّ قال (١) - وهو الموضع الحادي والستون ومائة-: ﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ﴾ (٢)

الفَوْزُ في لسان العرب: الخلاص (٣)، يريد: ننجي (٤) الذين أخلصوا بتقواهم لمَّا حُرِّمَ عليهم، فكما وقاهم في الدنيا من المخالفات وقاهم في القيامة من العقوبات، فلهم اليوم عصمة، وغدًا نعمة، واليوم عناية، وغدًا حماية، واليوم وقاية، وغدًا كفاية.

فإن قيل: فقد قال: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ [الزمر: ٧١]، والسَّوْقُ حالةُ عُنْفٍ.

قلنا: جهلتم السَّوْقَ، لَفْظٌ مُحْتَمِلٌ للعُنْفِ والبِرِّ، يَدُلُّ (٥) عليه حَالُه ومُقَدِّمَتُه (٦) ومَآلُه؛ فالحالُ أن يَرِدَ وافدًا راكبًا، والمآلُ أن يحصل في الجنة خالدًا راتبًا (٧)، والكافرُ يُساق على وجهه، وقد تقدَّم تحقيقُ ذلك كله في "مقام القيامة" (٨)، وهو الثاني والستون ومائة.

وبالجملة فإن (٩) الآخرة للمتقين، وهو الثالث والستون ومائة.


(١) في (ك) و (ص) و (ب): وقال.
(٢) [الزمر: ٥٨].
(٣) ينظر: كتاب الغريبين: (٥/ ١٤٨٠).
(٤) في (ك): ينجي.
(٥) في (ك): تدل.
(٦) في (ك) و (ص) و (ب): معرفته.
(٧) سقط من (ك) و (ب) و (د).
(٨) في السفر الأول، المقام الثالث.
(٩) في (د): إن.