للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحتمل أنه عن هذا وإليه ذهب غير واحد، وإليه نحا الحربي، وأبو عبيد. وقال مالك في تفسيره: أراه الطِّيَرَة التي يقال لها الهامة. قال القاضي : وقد يحتمل أنه أراد التطير بها، فإن العرب كانت تتطير بالطائر المسمى الهام، ومنهم من كان يتيامن به، وإلى هذا ذهب شمر بن حمدويه، وحكاه عن ابن الأعرابي، قال أبو عبيد: كانت العرب تزعم أن عظام الموتى تصير هامة تطير، يسمون الطائر الذي يخرج من هامة الميت إذا بلي الصدا.

[(هـ و ن)]

قوله: فمشى على هنية: بكسر الهاء، أصله الواو من الهون، بالفتح الرفق والدعة. يقال: إمض على هنيتك، وهو الرفق والتثبت، ومنه قوله تعالى ﴿الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾ [الفرقان: ٦٣] قيل: بسكينة ووقار. وقال شمر: الهنية: بالكسر، والهون: بالفتح الرفق والدعة. يقال: امض على هنيتك. وقال بعضهم: الهوينا تصغير الهونا: بالضم، وهو تأنيث الهون أي: الأرفق، قال ابن الأعرابي: العرب تمدح بالهين واللين، مخففًا لأنه عنده من الرفق والتثبت. وقال: تذم بالهين واللين مثلًا لأنه عنده من الهون: بضم الهاء، وهو الهوان، وقد قيل أيضًا: بالضم من الرفق، قالوا: ومنه الهوينا. وقال غيره: هما سواء مثقلًا ومخففًا، والأصل فيه التثقيل.

وقوله: هوني عليك أي: حقري هذا الأمر، ولا تعظيمه.

[(هـ و ع)]

قوله: يتهوع قال في البارع: تهوع الرجل وهاع يهوع بمعنى، وهو تكلف القيء، وهاع يهاع إذا جاءه من غير تكلف. وفي الجمهرة: هاع الرجل يهوع ويهاع إذا قاء، والاسم: الهواع والهوع. وقال أبو عبيد: هاع يهاع إذا تهوع.

[(هـ و ش)]

قوله: قوله: إياكم وهيشاة الأسواق: بفتح الهاء، وأصله الواو، وقد روي هوشات بالواو. وقال أبو عبيد: الهوشة: الفتنة والاختلاط، ومن القوم إذا اختلطوا، وقيدناه على أبي بحر: بسكون الياء، وقيده التميمي، عن الجياني: يفتحها.

[(هـ و ي)]

قوله: فهوى رسول الله أي: أحبه: بكسر الواو، واستحسنه، والهوى: المحبة. ومنه قوله: إنَّ رَبَّكَ يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ.

وقوله: حتى هويت إلى الأرض أي: سقطت. يقال: هويت إذا سقطت. بفتح الواو، وهوى أيضًا بمعنى هلك ومات. ومنه قوله تعالى ﴿فَقَدْ هَوَى﴾ [طه: ٨١] وزعم بعضهم أن صواب هذا الحرف أهوى إلى الأرض، وكما جاء في البخاري في الوفاة، ولم يقل شيئًا، إنما يقال، من السقوط هوي. ومنه. فهو يهوي في النار أي: ينزل ساقطًا، كما جاء في الرواية الأخرى في الحديث بعينه. فهو ينزل بها في النار، لأن دركات النار إلى أسفل فهو نزول سقوط. وقيل: أهوى من قريب، وهوى من بعيد.

وقوله: فجعل النساء يهوين بأيديهن إلى آذانهن أي: يتناولن ويأخذن ويملن بها، كما قال في الحديث الآخر: يشرن، وكذلك قوله: أهوى ليأكل، وأهوت إلى حجرتها، وأهوى إلى الحصباء، وأهوى ليسجد، وأهويت بيدي إلى كنانتي. يقال: أهوى بيده، وأهوى يده للشيء: تناوله. وقال صاحب الأفعال: هوى إليه بالسيف، وأهوى أماله إليه، ومنه: فأهويت نحو الصوت أي: ملت، ومنه: أهوى يده إلى الضب، ومنه: يهوي بالصخرة لرأسه، ومنه في حديث الإفك: وهوى حتى أناخ أي: أسرع، وعند الأصيلي: أهوى أي: مال، ويكون أيضًا أسرع، ومنه قوله: حتى أهويت لأناولهم أي: أملت يدي أسقيهم.

وقوله: حتى يهوي: بفتح الياء وكسر الواو، والهُوى والهَوى: بالفتح والضم: المضي والإسراع، وأهوت الناقة، والوحشية أسرعت. ومنه قوله ﴿تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ﴾ [الحج: ٣١]. أي تمر به في سرعة، وفي حديث البراق: ثم انطلق يهوي به منه، أي: أسرع، وهوت العقاب: انقضت على الصيد، فإذا راوغته قيل: أهوت له، ويقال في الصعود والهبوط: هوى يهوي هوى: بالفتح إذا هبط، وهويا: بالضم إذا صعد ولم

<<  <  ج: ص:  >  >>