للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحربي: يقال للذكر والأنثى، وحكاه عن الأصمعي.

وقوله: ولا ينتهب نهبة ذات شرف: بفتح الشين والراء. قيل: ذات قدر كبير. وقيل: يستشرفها الناس، كما قال في الرواية الأخرى: يرفع الناس إليه فيها أبصارهم، والمعنى متقارب، وقد روي بالسين، وفسر بذات القدر أيضًا. وقد تقدم في حرف السين.

وقوله: فمن استشرف لها استشرفته. قيل: هو من الإشراف، استشرفت الشيء علوته، وشرفت عليه وأشرفت، يريد من انتصب لها انتصبت له، وتلته وصرعته وقتلته. وقيل: هو من المخاطرة والتغرير والاشفاء على الهلاك أي: من خاطر بنفسه فيها أهلكته. يقال: أشرف المريض إذا أشفى على الموت، وهم على شرف من كذا، أي: خطر ورويناه في مسلم: من تشرف لها تستشرفه، وهو من معنى ما تقدم، كما ضبطناه علي القاضي أبي علي، وضبطناه على أبي بحر من يشرف: بضم الياء وهو أيضًا يرجع إلى ما تقدم.

وقوله: أشرف على أطم أي: علا. ومنه قوله: لا تشرف يصبك سهم: بفتح التاء والشين وتشديد الراء، كذا قيده بعضهم أي: لا ترفع رأسك لتنظر، وقيده غيره: تشرف أي: يتعلا لينظر، كما جاء في أول الحديث: ويشرف إلى ينظر.

وقوله: في الخيل: فاستنت شرفًا أو شرفين. قيل: طلقًا، أو طلقين. وقيل: الشرف هنا ما علا من الأرض، وتقدم تفسير استنت.

وقوله: في الذي ضلت ناقته فسعى شرفًا فلم ير شيئًا، يحتمل الوجهين والأظهر هنا: شرف الأرض.

وقوله: فمن أخذه بإشراف نفس. قال الحربي: بطلب لذلك، وارتفاع له، وتعرض إليه.

وقوله: مشرف الجبين، ومشرف

الوجنتين، والرواية الأخرى أي: ناتئها ومرتفعها، كما قال: ناتئ في الحديث الآخر.

وقوله: وتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس أي: كبرائهم وأهل الأحساب منهم، وشرف الرجل حسبه بالآباء. قال يعقوب: لا يكون الشرف والمجد إلا بالآباء، ويكون الحسب والكرم بنفس الإنسان، وإن لم يكن ذلك بآبائه.

[(ش ر ق)]

قوله: شرق بذلك: بكسر الراء، ضاق صدره حسدًا كمن غص بشيء والشرق بالمشرب، والغصص بالمطعوم.

وقوله: يؤخرون الصلاة إلى شرق الموتى، شرق الميت: غصصه بريقه عند الموت، يريد أنهم يصلون ولم يبقَ من الشمس إلا بقدر ما بقي من حياة الميت إذا بلغ هذا المبلغ. وقيل: شرق الموتى: اصفرار الشمس عند غروبها. وقيل: هو ارتفاع الشمس على الحيطان، وكونها بين القبور آخر النهار، كأنها لجة يريد أنهم يؤخرون الجمعة إلى ذلك الوقت. ويقال: شرق الموتى إذا ارتفعت الشمس على الطلوع. يقال: تلك الساعة ساعة الموتى.

وقوله: أشرق ثبير كيما نغير أي: أدخل يا جبل في الشروق. ويقال: شرقت الشمس وأشرقت وشروقها، طلوعها. وإشراقها: إضاءتها وامتداد ضوءها، ومنه النهي عن الصلاة حتى تشرق الشمس، وضبطه بعضهم: تشرق من شرقت أي: طلعت. ويؤيده ما في الرواية الأخرى: حتى تطلع الشمس، وكيما نغير أي: ندفع للنحر، ومعناه الإسراع وأيام التشريق. قال مالك: الأيام المعدودات هي: أيام التشريق. وقال في موضع آخر: هي الأيام التي نهى النبي عن صيامها. وقال غيره: سميت بذلك لأنهم كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي أي: يقطعونها ويقددونها. وقيل: من أجل صلاة العيد، صلاتها وقت شروق الشمس. قال أبو عبيد: فصارت هذه الأيام تبعًا ليوم النحر. وقال أبو حنيفة: التشريق التكبير دُبُر الصلوات. قال أبو عبيد: ولم أجد أحدًا يعرف أن التكبير يقال له: التشريق. وقيل: أيام التشريق أيام منى، وهي أيام معلومات.

وقوله: في البقرة وآل عمران، كأنهما ظلتان سوداوان بينهما شرق: بفتح الشين وسكون الراء. قيل: نور وضوء، كذا ضبطناه عن بعض

<<  <  ج: ص:  >  >>