قوله: نئا بي الشجر يومًا أي: بَعُدَ بي طلب المرعى. وفي الحديث الآخر: فنأى بي طلب شيء أي: بَعُدَ، والنأْي: البُعْدُ، نئا ينأى، مثل: سعى يسعى، ويقال مقلوبًا: ناء مثل: حار يحار وناء ينوء مثل: قال يقول. وفي الحديث الآخر: نائية أي: بعيدة.
وقوله: في الثوم: ما أراه يعني إلّا نيئه: بكسر النون مهموز أي: غير نضيجة، وقد ذكر البخاري هذا الحرف أيضًا من رواية مخلد بن يزيد، عن ابن جريج إلا نتنه، والأول أكثر وأوجه.
[النون مع الباء]
[(ن ب أ)]
قوله: ونبيك الذي أرسلت: النبيء يهمز ولا يهمز، فمن همزه جعله من النبأ وهو الخبر، فعيل بمعنى فاعل لإنبائه عن أمر الله تعالى وشريعته، وما بعثه به. وقيل: بمعنى مفعول لأن الله أنبأه بوحيه وأسرار غيبه. وقيل أيضًا: اشتق من النبيء مهموز وهو ما ارتفع من الأرض لرفعة منازلهم. وقيل: النبيء بالهمز أيضًا: الطريق، فسموا بذلك لأنهم الطرق إلى الله، ومن لم يهمزه وهي لغة قريش، فإما تسهيلًا من الهمز. وقيل: من النبوة وهو الارتفاع؛ لرفعة منازلهم وشرفهم على الخلق كما تقدم.
[(ن ب ب)]
قوله: نبيب كنبيب التيس: هو صياحه عند إرادة السفاد ونحوه.
[(ن ب ذ)]
قوله: نهى عن المنابذة، وفي الرواية الأخرى النباذ: بكسر النون كله من بيوع الغرر، وهي المنابذة لشيئين، ينبذه كل واحد
منهما إلى صاحبه، فيجب بذلك بيعهما دون معرفته، ولا الخبر عنه، ولا تقليبه. وقيل: هو أن يرمي بحصاة، إذا وقعت وجب البيع. وقيل: فعلى ما وقعت وجب البيع. وقيل: فعلى ما وقعت وجب، ومنه النهي عن بيع الحصاة.
قوله: خذي نبذة من قسط أي: قطعة من ذلك لأنه يطرح للبخور في النار. والنبذ: الرمي. ومنه: فنبذ الناس خواتيمهم. وقيل: النبذة: الشيء القليل. ومنه في شيبه ﵇ في الصدغين، وفي الرأس، نبذ أي: قليل متبدد، ومنه سمي النبيذ: نبيذًا لطرح التمر أو الزبيب في الماء.
وقوله: مر بقبر منبوذ من رواه منونًا على النعت أي: منتبذًا عن القبور ناحية يقال: على نبذة ونبذة: بالفتح والضم أي: ناحية، ويرجع إلى معنى الطرح، كأنه طرح في غير موضع قبور الناس. ومن رواه بغير تنوين على الإضافة فمعناه: قبر لقيط، وولده مطروح. والرواية الأولى أصح، لأنه جاء في رواية البخاري، عن ابن حرب، في حديث ابن عباس